حوار كيميائي : ما يهمنا نهج الحكومة وتعاملها مع المجلس وأولويات الشعب
منذ أيام أُعلِن تشكيل الحكومة الجديدة، ومهما كانت الأسماء التي دخلت التشكيل الجديد، وبصرف النظر عن الآراء المتباينة حول بعضها، فإن ما يهمنا ويهم المواطن هو نهج الحكومة في التعامل مع مجلس الأمة ومع أولويات الشعب الكويتي، وهي الأولويات التي يعرفها الجميع، والتي عبَّر عنها الشعب بكل وضوح في الانتخابات الأخيرة، وعبر ممثليه في مجلس الأمة. ومن هذه الأولويات القضية الإسكانية التي تهم أكبر شريحة من أبناء الكويت، والنهوض بقطاع الصحة بما يحقق للمواطنين رعاية صحية عالية الجودة، وتطوير النظام الانتخابي بما يحقق المزيد من المشاركة الشعبية والمزيد من الحريات العامة، بما في ذلك إنشاء هيئة مستقلة تتولى العملية الانتخابية كلها منذ الإعلان عن الانتخابات، وصولاً إلى إعلان النتائج بكل شفافية، فلا يمكن الوصول إلى عملية انتخابية شفافة وخالية من التجاوزات من دون هيئة مستقلة، وهي الطريقة التي اتبعتها أغلبية دول العالم المتقدمة. بالإضافة إلى القضايا الأخرى المعروفة، كتطوير التعليم وإصلاحه، بجميع مستوياته ومؤسساته العامة والخاصة، للوصول إلى مخرجات تعليم تحقق المستويات العالمية.
بعد إعلان تشكيل الحكومة، ندخل الآن في مرحلة العمل الجدي لترجمة هذه النتائج إلى واقع ملموس، فالشعب الآن يراقب الجميع؛ حكومة ومجلس أمة، مؤسسات وأفراداً، وعلينا جميعاً مسؤوليات كبيرة، فعلى مستوى المؤسسات تقع مسؤولية العمل بجد وإخلاص لترجمة الأولويات- المعروفة جيداً- إلى برامج عمل، وإلى خطوات ملموسة. ومن دون ذلك لا يمكن الحديث عن إنجاز حقيقي بعد مرحلة التجاذبات والاستعصاء السياسي التي مرت بها الكويت. وبهذه المناسبة نقول: لابد من إنقاذ الكويت من الصراعات السياسية، فهي الخاسر الوحيد في حال استمرت. وفي كل الحالات لا يمكن أن نقبل أن يكون الصراع على حساب الدستور، فمهمتنا الأساسية- كممثلين للشعب- هي أن ننتصر دائماً للدستور ولتطبيق اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، فالدستور هو القاعدة المتينة لنظامنا الديموقراطي، وهو وثيقة المشاركة الشعبية التي صنعها لنا جيل الآباء المؤسس، لذلك لابد من الالتزام به بكل موضوعية، وكل اختلاف يبقى مرحباً به- وهو من أسس العمل السياسي- مادامت جميع الأطراف تحرص على الدستور وعلى مضامينه. الشعب يراقب الجميع، والكويت لم تعد تحتمل التسويف والتأجيل. "Catalyst" مادة حفازة:شعب يراقب + السُّلطتان = أولويات واحترام دستور