بالتزامن مع الذكرى الثانية لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية على مطار بغداد، ووسط تصعيد ميداني يشهده اليمن، نفذت جماعة «أنصار الله» الحوثية، المتحالفة مع طهران، أمس، اعتداء بحرياً هو الأكبر من نوعه منذ بدء تمدد المتمردين باتجاه السواحل الغربية لليمن عام 2015، واستولت على سفينة شحن ترفع علم الإمارات قبالة محافظة الحديدة.

وكشف المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية في اليمن العميد الركن تركي المالكي أن سفينة الشحن «روابي» كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى إلى ميناء جازان، وتحمل على متنها «كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى بالجزيرة».

Ad

وأمهل التحالف الحوثيين لإخلاء سبيل السفينة بصفة فورية، وإلا «فإن قوات التحالف ستتخذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع هذا الانتهاك بما فيها استخدام القوة عند الاقتضاء».

في المقابل، ذكرت الميليشيات المتمردة أنها احتجزت السفينة لأنها كانت «تنقل معدات عسكرية، ودخلت المياه اليمنية دون ترخيص»، فيما أفادت مصادر بأن عناصر الجماعة نقلت أسلحة على متن السفينة.

وفور الإعلان عن الحادث توالت الإدانات العربية والدولية للهجوم الحوثي بينما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، أنه بحث مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه المنطقة، ودور إيران المزعزع للاستقرار الإقليمي والعالمي.

وأكد في الوقت عينه أن «يد المملكة ممدودة للحوار في حال عالجت طهران ما يهدد أمن المنطقة واستقرارها»، داعياً إلى زيادة الجهود الدولية لمنع طهران من حيازة سلاح نووي.

وبينما تواصلت الفعاليات الإيرانية في ذكرى اغتيال سليماني تعرّض مطار بغداد أمس لهجوم بطائرات مسيرة مفخخة استهدف قاعدة للقوات الأميركية.

وفي حين لم تتبنَّ أي جهة الهجوم، كرر الأمين العام لـ «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي تهديداته للقوات الأميركية، مضيفاً: «الاعتداء على قاسم سليماني اعتداء علينا، والانتقام له حق علينا أيضاً».

وتعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس بالانتقام لسليماني، لكنه ربط ذلك بعدم «محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب»، بينما تعرّضت وسيلتا إعلام إسرائيليتان إلى قرصنة إلكترونية تضمنت تهديداً ايرانياً.