2021 ... عام استثنائي للمليارديرات...
أضافوا تريليون دولار إلى ثرواتهم
ابتسم عام 2021 بشكل غير مسبوق للمليارديرات، ليجمعوا تريليون دولار إضافية إلى ثرواتهم من جنون أسعار الأسهم والتقييمات، كما أنه كان عاما مختلفا خاصة لمليارديرات أميركا الذين حولوا جزءا كبيرا من أرباحهم الورقية إلى حقيقة، بعدما رفعوا أسعار الأسهم بشكل غير مسبوق.ووصلت ثروة الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، إلى مستويات لم يحققها إلا جون دي روكفلر، الذي استحوذ على 90 في المئة من إنتاج وتكرير وتنقيب النفط بالولايات المتحدة، حتى نهاية القرن التاسع عشر، وهو المؤسس لشركة ستاندرد أويل التي انقسمت إلى 34 شركة بحكم محكمة عليا أميركية، وجميعها هي الأكبر في العالم تقريبا إلى يومنا هذا، وتتضمن "موبيل"، و"إكسون" قبل اندماجهما مجددا، و"شيفرون"، وغيرها العديد من الشركات.
ولم يكن عام 2021 باسما لكل المليارديرات، فقد شهد صعود الكثيرين للقمة، وإفلاس بعضهم، وانقسام ثروة البعض الآخر، حيث خسر الرئيس التنفيذي لشركة أركيغوس كابيتال، بيل هوانغ، 20 مليار دولار في أيام، مدمرا ثروة عائلته، بينما انقسمت ثروة بيل غيتس بينه وبين زوجته ميليندا فرينش غيتس، بعد اتفاق الطلاق، لتنضم هي إلى أغنى 500 شخص في العالم، في حين يبقى غيتس بين الخمسة الكبار. وتعرض مليارديرات الصين لحملات التدقيق، التي كانت سببا لتدمير مكتسبات عقود مضت لمعظمهم، وفقا لما ذكرته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية.نت".لكن في الغالب، كان الوقت مناسبا لأن تكون مليارديرا، حيث أدت أسواق الأسهم المرتفعة والتقييمات المتزايدة لكل شيء من القصور إلى العملات المشفرة والسلع، إلى تعزيز الثروة الجماعية لأغنى 500 شخص في العالم بأكثر من تريليون دولار، حتى مع انتشار جائحة كورونا في العالم للعام الثاني.وللمرة الأولى في التاريخ، تجاوز عدد المليارديرات الذين تزيد ثروتهم على 100 مليار دولار، نحو 10 أشخاص، بينما وصل ماسك إلى مستوى الثروات، المعدل حسب التضخم، الذي حققه أغنى شخص في التاريخ الحديث، كما تجاوز صافي الثروة المجمعة على مؤشر بلومبرغ للمليارديرات الآن 8.4 تريليونات دولار، أي أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لأي دولة في العالم باستثناء الولايات المتحدة والصين، وفي هذه الأثناء دفع وباء كورونا ما يصل إلى 150 مليون شخص حول العالم إلى الفقر المدقع، وفقا لتقديرات البنك الدولي، وهو الرقم المرشح للزيادة إذا استمر التضخم في الارتفاع. ووفقا للمدير المشارك لمختبر التفاوت العالمي في كلية باريس للاقتصاد، لوكاس تشانسيل، فإنه منذ منتصف التسعينيات، ارتفعت حصة الثروة التي يمتلكها أغنى 0.10 في المئة في العالم من حوالي 7 في المئة إلى 11 في المئة. ولم تثن دعوات المشرعين المناهضة للأثرياء من واشنطن مرورا بموسكو ووصولا إلى بكين، عبر فرض ضرائب الثروة وسد الثغرات استجابة للضغط العام واستنزاف الميزانيات، عن مواصلة تلك الثروة في النمو، ولم تفلح أي من تلك الدعوات، إلا في بكين تحت حملة الرخاء المشترك، حيث فقد أثرياء الصين 61 مليار دولار من ثرواتهم في 2021. وكشف مؤشر بلومبرغ للمليارديرات في نهاية العام عن ظهور 42 عضوا جديدا انضموا للمؤشر للمرة الأولى، ويرجع ذلك في الغالب إلى الاكتتابات العامة الأولية، وبشكل عام كان عام التقلبات الكبيرة والمدفوعات الضخمة، مع ارتفاع التقييمات وتزايد الحذر بشأن الزيادات الضريبية المحتملة، ليغتنم العديد من المليارديرات اللحظة للبيع.