ما بين وصول دول الخليج بعلاقاتها إلى شاطئ الأمان ونبرة الارتياح التي جابت المنطقة خلال الجزء الأول من عام 2021 وفي الرابع من يناير أعلنت الكويت توصل دول الخليج لاتفاق على فتح الأجزاء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر، وأعلنت الإمارات فتح المنافذ البرية والبحرية والجوية مع قطر والبحرين أيضاً، فعمت مشاعر الارتياح على المنطقة، أما دوليا فقد واصلت الدول مواجهتها لـ"كورونا" واستمرت في التطعيم واستمر الفيروس بالتحور محفزاً مصانع اللقاح لإنتاج أكبر كمية ممكنة من جرعات متتالية. وفي بداية العام أيضا اقتحم مؤيدو ترامب الكابيتول في واشنطن والذي وصفته الصحف بالشغب الذي تسبب في مقتل خمسة أشخاص أمام رمز الديموقراطية الأميركية، وبادرت شركات التواصل الاجتماعي ومنها "تويتر" و"سناب تشات" أيضا بتعليق حساب دونالد ترامب، وشهدت الفترة ذاتها وصول امرأتين إلى مناصب عليا بالولايات المتحدة، فمجلس النواب الأميركي أعاد انتخاب نانسي بيلوسي وكمالا هاريس التي أصبحت نائبة الرئيس.
أما فبراير فقد شهد أول مسبار عربي يصنع بجهود إماراتية وهو مسبار الأمل الإماراتي الذي وصل إلى كوكب المريخ بسلام، ومركبة بريسفسرانس التي تتبع وكالة ناسا، وخلال مارس شهدت المنطقة انسداد قناة السويس بسبب سفينة حاويات جنحت فانسد الممر المائي الأمر الذي كشف ضعف الاقتصاد العالمي وحفز الدول لإيجاد وسائل نقل بديلة.وخلال أبريل دعمت جامعة الدول العربية مسارات التسوية في سورية وليبيا وفي الوقت ذاته طبقت عمان ضريبة القيمة المضافة، أما مايو فكان فيه نقلة جديدة في الأبحاث للمريخ وذلك من خلال المسبار الصيني الذي هبط على سطح كوكب المريخ. وفي منتصف العام أيضا دانت جامعة الدول العربية تطورات الأحداث في القدس تجاه الهجمة الاستيطانية الشرسة، تبعها استياء أمين عام جامعة الدول العربية تجاه ما بدر من وزير خارجية لبنان خلال لقاء تلفزيوني حمل تجاوزاً على دول الخليج بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص. وفي شهر أغسطس شهد العالم انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد عشرين عاماً من الهيمنة على بؤر الإرهاب ومنعها من الانتشار، وقد وصف الانسحاب بالمتسرع، مما أدى إلى اضطرابات في أفغانستان وارتفاع في عدد اللاجئين والهاربين من أفغانستان بشكل غير مسبوق.وفي الشمال الإفريقي وتحديداً تونس شهد العالم وصول أول رئيسة حكومة عربية في بلد عربي (نجلا بودن) والتي كانت مهمتها إصلاح التعليم ثم تولت رئاسة مجلس الوزراء.وتستمر الأحداث خلال الجزء الأخير من العام فعقدت المملكة العربية السعودية قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بدعوة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بمشاركة واسعة من رؤساء دول ومنظمات إقليمية، وشارك في القمة من الكويت سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ممثلاً لسمو الأمير، حفظه الله، وملقيا كلمة تصدرت الصحف الخليجية لما حملته من قضايا لم يتطرق لها الخطاب الرسمي الكويتي قبل ذلك بدقة متناهية كما ذكرها ولي العهد، ومنها أهمية طرح الحلول الخضراء ومثلث المناخ والاستدامة البشرية والبيئية والخطط التنموية الاقتصادية ضمن رؤية كويت جديدة بالإضافة إلى ربط الجهود الفردية بالمبادرات الإقليمية والدولية.وفي الفترة ذاتها عقدت الأمم المتحدة دورتها الـ26 مستعرضة اتفاقيتها لتغير المناخ أيضا وملقية بالمسؤولية على الدول في تقوية وتعزيز العمل المناخي،وشهد الجزء الأخير من العام أيضا لقاء الرئيس الصيني شي جبن بينغ والأميركي جو بايدن في أول اجتماع افتراضي لمناقشة قضايا حيوية، أما الإمارات فقد أطلقت العنان لإكسبو مستقطبة الأنظار، وكان للكويت نصيبٌ من المشاركة بتوليفة جميلة من التاريخ والحداثة، وشهد العالم أيضا تقاعد أنجيلا ميركل بعد 16 عام فدخلت ألمانيا حقبة ما بعد ميركل، وختمت المملكة العربية السعودية أحداث العام بموسم الرياض الذي استقطب الفن والثقافة والشباب في آن واحد.ولم تنته وتيرة الأحداث السياسية فقد تسارعت في السودان وتونس والجزائر والمغرب محدثة تغييرات يراها البعض إصلاحا ويراها البعض الآخر بوابة أخرى لهجرة الأدمغة والكفاءات. وللحديث بقية.
مقالات
قراءة في أحداث عام مضى
05-01-2022