هجمات جوية وأرضية ضد القوات الأميركية في العراق
العامري يعرض «حلولاً وسطية» على الصدر لـ «توحيد البيت الشيعي» بينها دمج «الحشد»
وسط تهديدات إيرانية بوقوع «أحداث مهمة» في كل منطقة شهدت تحركات لقائد فيلق القدس الراحل، تعرّضت القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق لعدة هجمات جديدة عبر الطائرات المسيّرة والألغام الأرضية.
مع تأكيد رئيس الأركان الإيراني وقوع أحداث مهمة في كل المناطق التي شهدت مساعي وجهود قائد فيلق القدس قاسم سليماني قبل اغتياله منذ عامين، هاجمت الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة لليوم الثاني على التوالي، القوات الأميركية وأرتال التحالف الدولي في العراق.وأفاد مسؤول في «التحالف» بأن منظومات الدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد العراقية قامت بتدمير طائرتين مسيّرتين مفخختين»، موضحا أن «محاولة الهجوم لم تكن ناجحة، ولا يوجد ضحايا». وقال المصدر: «لم يعد للتحالف قواعد خاصة في العراق، لكننا نحافظ على حضور بالحد الأدنى في القواعد العراقية، وإذ أنهينا مهمتنا القتالية، إلا أننا نحتفظ بالحق الطبيعي في الدفاع عن النفس».وأكدت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في تغريدة، أن طائرتين مسيّرتين ملغومتين استهدفتا قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، وتم إسقاطهما خارج محيطها دون خسائر. وعلى الأرض، تعرّض رتلان للدعم اللوجستي التابع لقوات التحالف الدولي أمس لانفجارين بعبوات ناسفة الأول على طريق المرور السريع قرب محافظة المثنى، والثاني على طريق المرور السريع في ناحية اليوسفية.
ووصف المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، الهجمات على قوات التحالف الدولي بأنها «غير مبررة وليست من مصلحة الجميع وغير مجدية، خاصة لأنها أكملت انسحابها من العراق قبل يوم 31 ديسمبر الماضي، ولا توجد اليوم أية قوات أجنبية ذات مهام قتالية على أرض العراق، وإنما يوجد مدربون ومستشارون».ومع إحياء إيران وحلفائها في العراق الذكرى الثانية لمقتل سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة أميركية بمطار بغداد في 3 يناير 2020 بأمر به الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تعرّضت قاعدة فيكتوريا للدعم اللوجستي للقوات الأميركية في المطار ذاته، أمس الأول، لهجوم مماثل بطائرتين مسيرتين مفخختين.ووفق مصدر أمني،، فإن منظومة الدفاع الجوي (سيرام) تمكنت من إسقاط طائرات مسيّرة حاولت استهداف قاعدة فكتوريا في مطار بغداد، وإبعاد طائرتين خارج محيط القاعدة، وغير معلوم مكان سقوطهما. وغداة تهديد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالانتقام لمقتل سليماني ما لم يتم محاكمة ترامب، شدد رئيس أركان الجيش، أمس، على أن كل المناطق التي شهدت مساعي وجهود سليماني ستشهد أحداثا مهمة، في إشارة واضحة إلى هجمات أطلقت عليها الفصائل الموالية لطهران «عمليات ثأر القادة»، وكتبتها على طائراتها المسيّرة.وقبله، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زادة، أن مهمة سليماني مستمرة في إنهاء الوجود الأميركي المدمر، لأنّ المنطقة أصبحت أكثر يقظة من أي وقت مضى، مشدداً على أن الولايات المتحدة اغتالته في عملية جبانة، وإيران لن تدخر جهداً لجرّ الجناة لقبضة العدالة.سياسياً، بحث وفد التيار الصدري برئاسة حسن العذاري، أمس، مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في أربيل العملية السياسية ونتائج الانتخابات والخطوات المتخذة لعقد أول جلسة لمجلس النواب وتشكيل الحكومة الاتحادية، وتم تأكيد مواصلة الجهود لبدء مرحلة جديدة واجتياز التحديات، والاستجابة لرغبات وإرادة المواطنين، وحلّ المشاكل بين إقليم كردستان وبغداد في إطار تصحيح المسار.وتزامناً مع وصول رئيس تحالف تقدّم، محمد الحلبوسي، إلى مقر إقامة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالحنانة، أكدت قيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني أن لديها تفاهمات معه تياره الفائز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان، وهناك اجتماع قبل انعقاد الجلسة الأولى، موضحاً أن وفد التيار أكد على «حكومة الأغلبية» بمشاركة الكتل الفائزة وبمعارضة قوية.وفي لقائه الثالث مع الصدر المقرر لاحقاً في النجف، يحمل وفد الإطار التنسيقي، بزعامة هادي العامري، بعض مقترحات «الحلول الوسطية» لتوحيد الرؤى وتسريع اندماج القطبين الشيعيين، وسط مخاوف من انفراط العقد الذي تحاول القيادات إتمامه. ونقلت وكالة «شفق» عن مصادر أن «نقاشات العامري ستتضمن شروطا طرحها الصدر، والمتعلقة بدمج الحشد ضمن المؤسسات الأمنية، ومسألة مكافحة الفساد المالي والإداري وإحالة المتورطين به إلى الجهات المختصة، فضلا عن الاستحقاق الانتخابي، وصولا إلى تسمية رئيس وزراء»، مشيراً إلى أن «لدى بعض زعماء الإطار، رغبة ومساعي للمّ شمل البيت الشيعي بشتى الطرق، وفي حال فشلت تلك المساعي قد تنفصل بعض القوى التي تتناغم توجهاتها مع برنامج الصدر، عن الإطار وتلتحق بالكتلة الصدرية». من جهة أخرى، كشف رئيس الحكومة المنتهية ولايته، مصطفى الكاظمي، عن القبض على 14 من «المشتركين في جريمة جبلة»، سواء بـ «نقل معلومات كيدية، أو بالتنفيذ».وكتب الكاظمي، في تغريدة أمس الأول، «تم الكشف عن محاولة تضليل للحكومة والرأي العام وتلك جريمة في حد ذاتها، كل الأطراف المتسببة بالمجزرة والتضليل بقبضة العدالة الآن».وقرر الكاظمي تشكيل فريق تحقيق أمني برئاسة رئيس أركان الجيش وعضوية وكيل جهاز الأمن الوطني، ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة، ووكيل وزارة العدل، ووكيل مستشار الأمن القومي يتولى توسيع نطاق التحقيق في الظروف التي سمحت بالجريمة وتعدد مصادر المعلومات الاستخبارية، والاستمرار في تلقي بلاغات كيدية والتصرف على أساسها من دون إخضاعها للتدقيق الموضوعي، وإحالة كل المقصرين إلى القضاء، وتقديم تقرير إلى القائد العام للقوات المسلحة خلال أسبوع واحد».كما قرر الكاظمي «إقالة قائد شرطة بابل ومدير استخبارات بابل، ومدير استخبارات جبلة، وإحالتهم إلى التحقيق الفوري، وتقديم كل المتورطين بالجريمة إلى القضاء لتنفيذ أقصى العقوبات بحقهم». كما قرر القيام بإجراءات «لتنظيم ساحات العمل الأمني والاستخباري للوزارات والمؤسسات الأمينة كافة، ومعالجة الثغرات التي تتيح التداخل في ساحات العمل الأمني والاستخباري، وبما يمنع بشكل بات تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلا». (بغداد-وكالات)