هجمات على القوات الأميركية في العراق وسورية
● أكرم الكعبي: لا هدنة ولا تهدئة
● «البنتاغون» تحتفظ بـ «حق الرد» على «ميليشيات إيران»
التزمت واشنطن ضبط النفس محتفظةً بحق الرد، رغم تواصل سلسلة الضربات المحدودة التي شنتها فصائل مسلحة موالية لإيران، في العراق وسورية، على مدى الأيام القليلة الماضية، تزامناً مع ذكرى اغتيال قاسم سليماني، ومع استمرار المراوحة في مفاوضات فيينا.
بالتزامن مع الذكرى الثانية لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية والمراوحة التي تشهدها مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن، تواصلت الهجمات ضد القوات الأميركية لتشمل، أمس، مواقع جديدة في العراق وسورية.وبدأت سلسلة الهجمات قبل أيام، بهجوم بطائرتين مفخختين استهدفتا قاعدة فكتوريا داخل مطار بغداد الدولي، وبهجوم مماثل على قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار. وقالت قوات التحالف الدولي التي تقودها واشنطن إنها أحبطت الهجومين.وأمس تعرّضت قاعدة فكتوريا، للمرة الثانية، لهجوم بالمسيّرات، بينما أصيب معسكر النصر بأربعة صواريخ كاتيوشا.
وفي سورية، سقطت عدة قذائف على أكبر قاعدة أميركية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشمالي، وذلك غداة هجوم تم إحباطه على قاعدة «القرية الخضراء» العسكرية الأميركية في وادي الفرات بالمحافظة نفسها.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مجموعات موالية لطهران تقف وراء إطلاق القذائف الصاروخية الثلاث على حقل العمر.
«البنتاغون»
في المقابل، أكد المتحدّث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون)، جون كيربي، أنّه غير قادر على تحديد الجهة المنفذة للهجمات على قواته في العراق وسورية، قال: «إننا ما زلنا نرى قواتنا في العراق وسورية مهدّدة من قبل ميليشيات مدعومة من إيران، وأعتقد أننا رأينا في الأيام القليلة الماضية فقط، أن هناك أفعالا ارتكبتها بعض هذه الجماعات تؤكد صحة القلق المستمر الذي يساورنا بشأن سلامة وأمن شعبنا، ونتعامل مع التهديدات بجدية ولقادتنا الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس».وأوضح كيربي أن الضربات بالمواقع المستهدفة في سورية كانت ستُستخدم لشن هجمات وقُصفت لمنع إطلاق الصواريخ على قوات التحالف، مشيراً إلى أنه «من الواضح أن الأميركيين بالمنطقة في خطر، وكان هناك سبب للاعتقاد بأنها ستُستخدم كمواقع إطلاق لشنّ هجمات على القرية الخضراء».المهمة الأميركية
وإذ أكد كيربي تغيّر المهمة الأميركية رسمياً إلى مهمة تقديم المشورة والمساعدة للعراقيين، جدد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، خلال جلسة لحكومته بالنجف، أن الدور القتالي للقوات الأميركية وقوات التحالف الدولي انتهى فعلياً، معتبراً أن استهداف المعسكرات العراقية يعكر صفو الأمن والاستقرار. وقال الكاظمي، في كلمة ألقاها وزير الداخلية عثمان الغانمي، خلال الحفل الرسمي للذكرى السنوية الثانية لاغتيال قادة النصر، إن «من دواعي الفخر والسرور هذا اليوم أن نحتفي في الذكرى السنوية الثانية لرفاق العقيدة والسلاح الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الرافدين بجريمة تبقى شاخصة للتأريخ مدى الحياة»، مبينا: «عندما نتذكر البطولات التي خاضها معنا الرفاق في مسيرة طويلة استنزفت فيها كل القدرات وكل الطاقات، لقد كانت المثل الأعلى لكل المقاتلين الذين قارعوا الإرهاب في فترة استولى على أكثر من 45 بالمئة من مساحة العراق».وأضاف الكاظمي: «لقد عشنا أياماً ولحظات صعبة جداً كنا نستلهم القيم والمبادئ وروح الشهادة من الشهيدين الحاج أبو مهدي المهندس، وضيف العراق الحاج قاسم سليماني»، مؤكداً أن «شهادتهما ستبقى نبراساً يضيء حياة كل الشعوب المتطلعة إلى الحرية والسلام».لا تهدئة ولا هدنة
بدوره، تعهّد الأمين العام لـ «حركة النجباء» العراقية المسلحة، أكرم الكعبي، أمس، بأنه لن يكون هناك وقف إطلاق نار جديد مع القوات الأميركية، وطرح خيار مهاجمة قواعدها العسكرية خارج العراق.واعتبر الكعبي، في مؤتمر بالبصرة لإحياء ذكرى مقتل سليماني وحليفه المهندس بغارة أميركية أمر بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أن الانسحاب الأميركي من العراق يعدّ «خداعاً غير مقبول»، مشيراً إلى الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد «سيناريو لذرّ الرماد في العيون، ولتبرير بقاء الاحتلال تحت عنوان القوات الاستشارية».وقال: «موقفنا ثابت ومحسوم سلفاً، والمهلة لن تتبعها أخرى ولا حتى تهدئة أو هدنة، ولا مجال ولا خيار أمام الأميركيين إلا الخروج مرغمين محملين بالنعوش».استحقاق مهم
بدوره، أكد الرئيس برهم صالح، في مراسم رسمية لإحياء الذكرى السنوية الثانية لاغتيال سليماني والمهندس، أن العراق ينتظره استحقاق «مهم»، عشية انعقاد جلسة مجلس النواب الجديد للشروع في تشكيل حكومة جديدة، مبينا أنه «يجب أن تكون مقتدرة وقادرة على النهوض بمهامها، والتصدي للتحديات الجسيمة التي يواجهها بلدنا والمنطقة»، ومشدداً على «ضرورة تحقيق الإصلاح الجذري والبنيوي، وتلبية تطلعات الشعب العراقي والمواطنين في كل أنحاء العراق».وبحضور عدد من الشخصيات السياسية وقادة الكتل والأحزاب أشاد صالح بدور سليماني والمهندس، وكذلك الانتصار على تنظيم داعش والإرهاب. وقال: نحن أمام مسؤولية وطنية كبرى تتجسد بحماية الانتصارات وتعزيزها، والعمل على ضمان عدم تكرار المآسي الإرهابية، وقطع الطريق أمام خلايا التطرف للعبث بالأمن والاستقرار بتوحيد الصف والتكاتف». كما أشاد الكاظمي بسليماني والمهندس في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الداخلية.
صالح والكاظمي يشيدان بدور سليماني والمهندس