طغى الجدل الذي أثاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه يريد «تنغيص» حياة غير الحاصلين على لقاحات فيروس كورونا لدفعهم الى التطعيم، مستخدماً جملة اعتبرها الكثيرون مبتذلة، على أقوى تأكيد له حتى الآن بأنه «يرغب» في الترشح لولاية رئاسية ثانية، في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل.

وقال ماكرون، في مقابلة مع صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية، نشرتها مساء أمس الأول، «أريد حقاً أن أنغص على غير الملقحين حياتهم. بالتالي، سنواصل القيام بذلك حتى النهاية. هذه هي الاستراتيجية».

Ad

وأضاف: «لن أضعهم في السجن، ولن أقوم بتلقيحهم بالقوة. بالتالي يجب أن نقول لهم: اعتباراً من 15 يناير، لن تتمكنوا من الذهاب إلى مطعم، ولن تتمكنوا من تناول قهوة في مقهى، أو الذهاب إلى المسرح أو السينما».

وأثارت التصريحات جدلاً داخل الجمعية الوطنية التي كانت تناقش مشروع القانون الخاص بالشهادة الصحية، إحدى ركائز السياسة الصحية لماكرون، وأرغمت رئيس الجلسة على تعليق أعمالها ليل الثلاثاء ـ الأربعاء قبل أن تستأنف وتستمر النقاشات طوال يوم أمس.

واعتبر مرشح «فرنسا المتمردة» (يسار متطرف) إلى الانتخابات الرئاسية جان لوك ميلونشون تصريحات ماكرون بأنها «صادمة». وقال: «هل يدرك الرئيس ما يقوله؟ تقول منظمة الصحة العالمية الإقناع بدلاً من الإكراه. وهو يقول المزيد من الإزعاج؟».

وقالت مرشحة «التجمع الوطني» مارين لوبن (يمين متطرف): «لا ينبغي على رئيس أن يقول ذلك. ضامن وحدة الأمة مصرّ على تقسيمها ويريد أن يجعل غير الملقحين مواطنين من الدرجة الثانية. ماكرون لا يستحق منصبه».

وقال رئيس حزب «الجمهوريون» (يمين، معارضة) في الجمعية الوطنية داميان أباد، «إن كنت هاوياً يوماً ستبقى كذلك»، متحدثاً عن «هزيمة كبرى للأغلبية».

وكتب مرشح «الخضر» يانيك جادوت، أن ماكرون لا يعبأ بالشعب. كما وصف الزعيم الاشتراكي أوليفييه فور التصريحات بأنها دون المستوى الرئاسي.

وكان ماكرون قال في المقابلة مع «لوبارزيان» رداً على سؤاله عن مخططاته حول الانتخابات الرئاسية من قبل قراء الصحيفة: «أرغب بالترشح. عندما تسمح الظروف الصحية وتتضح الأمور بالنسبة لي وبالنظر إلى المعادلة السياسية سأكشف عن القرار».

وأضاف: «هذا القرار يتعزز في داخلي. واحتاج إلى التأكد من أنني قادر على تحقيق ما أصبو إليه».

ويشكل هذا التصريح أوضح إشارة من الرئيس الفرنسي إلى إمكانية الترشح من دون أن يضع حداً لحالة الترقب حول نواياه.

ويواجه ماكرون منافسة من لوبن التي حقق فوزاً كاسحاً عليها في الدورة الثانية للاقتراع الرئاسي عام 2017 فضلاً عن اليميني المتطرف أيضاً إريك زمور. إلا أن غالبة المحللين يتوقعون أن تكون فاليري بيكريس مرشحة اليمين المحافظ المنافس الأكبر له في حال وصلت إلى الدورة الثانية من الانتخابات.

وأظهر أحدث استطلاع للرأي نشرت نتائجه، أمس الأول، ماكرون متقدماً كثيراً في الدورة الأولى بحصوله على 23 في المئة من الأصوات تليه بيكريس وزمور مع 15 في المئة ولوبن مع 15 في المئة فيما حصل ميلونشون على 13 في المئة.