افتتحت رابطة الأدباء الكويتيين "بيت الترجمة" بأمسية بعنوان "الترجمة... جسور الثقافة" على مسرح د. سعاد الصباح، وشارك فيها الأديب طالب الرفاعي، والكتاب د. عبدالهادي العجمي، ود. ساجد العبدلي، وأدارها المترجم فيصل الظفيري، وحضر الافتتاح جمع من المثقفين والأدباء.في البداية، شكر رئيس بيت الترجمة بدر الفيلكاوي، الرابطة على اهتمامها بالترجمة وإنشاء هذا البيت، وقال: "ليس غريبا أن تكون هذه المبادرة من الرابطة لاهتمامها بالعلم والأدب والحرص على نشره، والشكر للأساتذة المحاضرين، المتميزين في مجالاتهم، والذين دعموا فكرة هذا البيت، وكانوا أول المساهمين في أول أمسية له".
وتطرق الفيلكاوي إلى أهمية الترجمة على مدى التاريخ، ودورها في التطور على مر العصور، ومن ثم بيّن رسالة وأهداف بيت الترجمة، قائلا: "السعي لتصحيح نظرة المجتمع نحو المترجم، فالنظرة التي نلاحظها نحن المترجمين بأن الترجمة مجرد عمل ثانوي، لا يعطى التقدير الكافي، وتطوير أداء المترجم نحو فهم أفضل لأدواته الترجمية، وتثقيفه بحقوقه، وإثراء حركة الترجمة في الكويت والوطن العربي، والسعي لحصول المترجمين على حقوقهم".
أهمية الترجمة
من جانبه، أكد رئيس لجنة العلاقات العامة في الرابطة، د. محمد البغيلي، أهمية الترجمة مبينا أنها تمد جسور الثقافات، وموضحا أن أنشطة رابطة الأدباء ستتوقف بسبب التوصيات الصحية، وأن آخر محاضرة ستكون في مقر الرابطة غدا السبت مع المخرجة فرح الهاشم، وستتنقل المحاضرات بعد ذلك إلى العالَم الافتراضي.واستهل المترجم فيصل الظفيري حديثه بأن المشهد الترجمي في البلاد والعالم العربي على وجه العموم بحاجة ماسة إلى ضخّ مزيد من الحيوية فيه والدماء المتجددة، حتى ينتقل إلى آفاق جديدة، وتطرّق إلى تأثير الترجمة على الحضارات.بدوره، قال الأديب الرفاعي "أنا سعيد أن تلتفت رابطة الأدباء إلى أهمية الترجمة، وأن تترجم هذا الاهتمام بأن تطلق بيت الترجمة".وتطرّق الرفاعي إلى تجربة ترجمة أعماله الأدبية، موضحا أنه دائما يصر عند ترجمة رواياته على أن تكون عند المترجم الحساسية لفهم لغة الهدف التي ستترجم لها رواياته من لغة المصدر، وأن يكون المترجم ملمّا بالعادات وقواعد هذه اللغة، موضحا أن هناك اختلافا بين الترجمة من لغة إلى لغة أخرى.وذكر أن لدينا الكثير من الكتب الأجنبية ترجمت إلى العربية، ولكن لدينا معاناة قاتلة في أنه لم تقم جهة ما بترجمة الأعمال العربية إلى لغات أخرى، ومنها الإنكليزية، مضيفا: "أن الأدب العربي لم يترجم بشكل حقيقي ممنهج".من ناحية أخرى، قال الرفاعي إن هناك حركة نشيطة من الناشر الكويتي تعاملا مع الترجمة، لافتا إلى أن أهم جزئية في ذلك أن يتم اختيار المترجم الجيد، ومشيرا إلى أنه تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الناشر في اختياره المترجم، متمنيا أن تنطلق حركة منظمة لتنتقل بالأدب العربي إلى العالمية.عالم الترجمة والنشر
بدوره، تحدث د. ساجد العبدلي عن دار شفق ودورها في الترجمة، مؤكدا أنه غرضه من إنشاء الدار هو لغرض ثقافي، فقال: "أستطيع أن أقول إنه خلال 4 أو 5 سنوات من عمر دار شفق أن لديّ تجربة ثرية مع موضوع الترجمة، وأغلب الأعمال التي خرجت عن طريق الدار هي عبارة عن ترجمات، لذلك عرفت الكثير من الأمور المتعلقة بعالم الترجمة، وأن هناك عقبات كثيرة، منها مسألة ما يريده السوق وما يجدر أن يترجم، فهما شيئان مختلفان تماما، والسوق يريد الكتب الرائجة، بعض الروايات المعنية ذات النسق المعيّن لأسماء لامعة، ومنها الكتب التنموية والإدارية، والكتب الفكرية الخفيفة، أما الكتب الثقيلة والدسمة، ومنها المعرفية، فهذه لا يتقبلها السوق ولا يريدها، ومن يريدونها معدودون على الأصابع، فبالتالي يقع الناشر في إشكالية أن هذا الكتاب الثقيل جدا ابتداء من شراء حقوقه ثقيل، وترجمته ليس بالأمر السهل، لأنه يتطلّب مترجما من نوع خاص، وتكلفة ترجمته ستكون عالية جدا، وفي النهاية تجد أن الكتاب لن يشتريه أحد، وأغلب الناشرين يهربون من هذه الكتب، لأنها لا توفي معهم تجاريا، فيتجهون إلى الكتب الخفيفة واللطيفة التي يضمنون أن تجد رواجا، ولذلك تجد أن أرفف المكتبات تمتلئ بالكتب المترجمة، ولكن هناك عشرات من الكتب الأفضل والأعمق والأجدر بالترجمة لم تترجم بسبب هذه الإشكالية".فخر بالمبادرة
وعبّر د. عبدالهادي العجمي عن سعادته بمبادرة الرابطة بافتتاح بيت الترجمة، لافتا إلى أن المترجمين يحملون على عاتقهم حملا ثقيلا جدا، فهم ينقلون تصورات، ومشاعر، وأفكار الآخر بأمانة ويوصلونها إلينا، واصفا المترجمين بأنهم أشبه بمن يحملون كنوز الآخر إلينا، ولذلك فإن دعمهم من خلال رابطة لحمايتهم له معنى ذا قيمة.وأضاف أن الكويت في لحظة زمنية مثّلت للعرب هذا الحلم من خلال إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من عالم المعرفة، فكانت كنوز الكتابات العالمية مترجمة في هذه السلسلة، لافتا إلى أن وزن الكويت على صعيد المعرفة العربية يكاد يكون من أكبر الأوزان المعرفية.