غداة ذكرى اقتحام «الكابيتول» مقر «الكونغرس» في واشنطن من مجموعات يمينية عام 2021، عاد، إلى الواجهة، الانقسام الأميركي الحزبي الكبير، الذي وصل إلى مستوى غير مسبوق في عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، في محاولة لمنع المصادقة على فوز الرئيس الديموقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.وكتب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، الذي بات يشكل للكثير من الأميركيين سلطة معنوية، في مقالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، أن «أمتنا العظيمة باتت تترنح الآن على حافة هاوية تزداد عمقاً... من دون تحرّك فوري، نواجه خطراً جدياً بأن نشهد مواجهة مدنية وأن نخسر ديموقراطيتنا الثمينة».
من ناحيته، حذّر بايدن، في خطابٍ بالمناسبة، من أنه «علينا أن نقرر اليوم أي أمة سنكون... هل سنكون أمة تقبل أن يصبح العنف السياسي هو القاعدة؟ هل سنكون أمة تسمح لمسؤولين رسميين محازبين أن يطيحوا الرغبة التي عبّر عنها الشعب بشكل قانوني؟ هل سنكون أمة لا تعيش في ضوء الحقيقة، إنما في ظل الكذب؟».وعمد بايدن، الذي تواجه سياساته عرقلة قوية في الكونغرس فترة طويلة إلى تجنّب ذكر سلفه بالاسم علناً، لكنه هذه المرة قرر التطرّق بشكل علني إلى (المسؤولية الخاصة) لترامب في الفوضى».وفي خطاب ألقاه من الكابيتول، وصف بايدن اقتحام مقر الكونغرس بأنه «تمرّد مسلّح» متهماً ترامب، الذي لم يستبعد الترشح للانتخابات الرئاسية في المستقبل، بأنه «حاول منع الانتقال السلمي للسلطة».
أما ترامب، فرد على خلفه متهماً إياه باستخدام اسمه لزيادة الانقسامات، وألغى مؤتمره الصحافي الذي كان مقرراً اليوم في دارته الفاخرة بمنتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا، لكنّه واصل تصريحاته الهجومية.ومن دون أن يقدّم أي دليل، أكد ترامب مجدداً، الثلاثاء الماضي، أنّ الانتخابات الرئاسية شابتها عمليات «تزوير»، معتبراً إياها «جريمة القرن»، كما دعا في بيان آخر إلى «انتفاضة» ضد إدارة بايدن بشأن فرض اللقاح ضد «كورونا».وبينما وجهت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي انتقادات لاذعة لترامب، اتهم زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الديموقراطيين بـ«استغلال سياسي» للذكرى.بدوره، قال النائب كيفين مكارثي من كاليفورنيا، وهو زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس النواب، في رسالة إلى زملائه، إن الديموقراطيين يستخدمون الذكرى «سلاحاً سياسياً حزبياً لمزيد من الانقسام في بلادنا».وتوقّع السناتور الأميركي الجمهوري المحافظ تيد كروز، أن يبادر الجمهوريون إلى إطلاق إجراءات عزل بايدن في حال فازوا بالأغلبية في «الكونغرس» بالانتخابات النصفية هذا العام.