لابيد يعتذر عن تسريبات كشفت الخلافات الإسرائيلية حول إيران
أثار تسريب لرئيس الاستخبارات العسكرية (أمان) الإسرائيلية أهارون حليوه، بشأن الاتفاق النووي مع إيران، خلال اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينيت)، غضب الجيش وعدة مكونات في المجلس، مما دفع الجيش إلى التلويح بمقاطعة الاجتماعات السرية. وكان الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد، نقل في تقريرٍ نشره موقع «والاه» العبري، عن وزيرين في «الكابينيت»، أن حليوه قال، خلال اجتماع وزاري أمني مخصص لاستعراض التقرير الاستخباري السنوي لجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد)، إن التوصل إلى اتفاق مع إيران أفضل لإسرائيل، من فشل المفاوضات النووية الجارية معها في فيينا.وبحسب «والاه»، فإن رئيس «أمان» اعتبر، خلال الاجتماع، أن العودة إلى اتفاق 2015 ستُكسِب إسرائيل وقتاً إضافياً للاستعداد من دون ضغط على نحو أفضل لسيناريو تصعيدٍ مع إيران، في موقف مناقض لرئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي لم يُعرب عن دعمه للعودة إلى الاتفاق النووي، ويعتقد أنّه «لم يفت الأوان» للتأثير على واشنطن في كل ما يتعلّق بشروط الاتفاق.
وكشف مصدر مطلع لـ «الجريدة»، أن وزير الخارجية، رئيس الحكومة البديل، يائير لابيد، هو الذي يقف وراء تسريب المعلومات، لأنها بالدرجة الأولى تصب في مصلحة رؤيته السياسية المؤيدة للتوصل إلى اتفاق مع طهران، وتخدم إدارة الرئيس جو بايدن التي يعد لابيد مقرباً منها. جاء ذلك، بينما أثار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس حفيظة شخصيات في إدارة بايدن، بمطالبته واشنطن بالمزيد من الضغط على إيران، وفرض عقوبات عليها بسبب مشروع الصواريخ البالستية والدقيقة، وبرامج إنتاج المسيرات، والدعم الذي تمنحه طهران للمجموعات المسلحة الموالية لها في سورية والعراق واليمن. وقال المصدر، إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي وجّه رسالة شديدة اللهجة لرئيس الوزراء نفتالي بينيت وغانتس على خلفية تسريب كلام حليوه، وطالبهما بإبقاء المحادثات السرية في غرفة الاجتماعات، لا الركض وراء تسريب لكسب الدعم والإعجاب في وسائل التواصل.وأضاف أن لابيد اعتذر لقائد الأركان، وأكد له أنه لم يقصد المس بالجيش، ولم يذكر رئيس الاستخبارات بالاسم، وأنه بوصفه إعلامياً لا يستطيع فرض شروط على الصحافيين. ولفت إلى أن الوزير الثاني الذي سرب المعلومات هو وزير الأمن الداخلي عومر بارليف من حزب العمل.وأجرى لابيد، مساء أمس الأول، اتصالاً بنظيره الأميركي أنتوني بلينكن تناول «التحديات التي تشكلها إيران»، جدد خلاله الوزير الأميركي التزام إدارة بايدن «الذي لا يتزعزع» بأمن إسرائيل، حسبما أفاد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس. وكان لابيد قال قبل أيام إن «الولايات المتحدة هي الشريك الاستراتيجي الأهم لإسرائيل، وممنوع تحطيم منظومة العلاقات مع إدارة بايدن».