الأقباط والأرثوذكس احتفلوا بعيد الميلاد المجيد

القمص بيجول: الكويت بلد الإخاء والمحبة والتسامح الحقيقي

نشر في 09-01-2022
آخر تحديث 09-01-2022 | 00:00
احتفل الأقباط الأرثوذكس والمسيحيون الشرقيون بقداس عيد الميلاد المجيد، الخميس الماضي، وفتحت كاتدرائية مار مرقس للأقباط في الكويت أبوابها للمصلين للمرة الأولى منذ عامين، بسبب ظروف الوباء.
وسط إجراءات احترازية والتزام تام بالاشتراطات الصحية التي قررتها السُّلطات في الكويت، احتفل الاقباط الأرثوذكس والمسيحيون الشرقيون بعيد الميلاد، حيث أقيم قداسان بالمناسبة في كنيسة مار مرقس للأقباط الأرثوذكس بحولي، وفي الكنيسة القبطية الكاثوليكية بالعاصمة.

وأقامت كنيسة مار مرقس للأقباط الأرثوذكس قداس عيد الميلاد المجيد مساء الخميس، حيث فتحت أبوابها للمصلين بعد عامين اكتفت فيهما الكاتدرائية المرقسية في منطقة حولي بإقامة شعائر القداس الإلهي للعيد بحضور الآباء الكهنة فقط، التزاماً بما قررته السُّلطات الصحية في تلك الفترة، والتي استدعت عدم مشاركة المصلين قداسات الأعياد.

وفي كلمته التي ألقاها خلال قداس العيد، أعرب راعي كاتدرائية مار مرقس للأقباط الأرثوذكس القمص بيجول الأنبا بيشوي عن تمنياته للكويت بالرخاء والازدهار، ولقادتها وحكومتها وشعبها الطيب بالخير والسلام، واصفاً إياها ببلد الإخاء والمحبة والتسامح الحقيقي.

وقدَّم القمص بيجول الشكر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على مشاعره الطيبة وقيادته لمصر، والتي أصبحت تؤتي ثمارها في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة، ولإدارته ورشة نهضوية كبرى، متمنياً لمصر وشعبها التقدم والازدهار.

وثمَّن القمص بيجول الأنبا بيشوي الرسالة المهنئة التي وجهها الرئيس السيسي إلى أبنائه الأقباط المقيمين في الخارج، والتي تمنى فيها الخير والازدهار والسلام لمصر ولكل شعوب العالم.

وأعرب عن شكره العميق لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، ووصفه بأنه رجل حكمة وسلام وتنمية، كما رفع الشكر والتحية إلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وذكر أنه الرجل الأمين ذو الحكمة وصاحب البصمات الواضحة، متمنياً لسموهما الخير والصحة والتوفيق والسداد في قيادتهما لمسيرة الكويت الحضارية.

كما تمنى للحكومة الكويتية كل توفيق وسداد بقيادة سمو الشيخ صباح الخالد.

كذلك، عبَّر القمص بيجول الأنبا بيشوي عن ترحيبه بالسفير المصري الجديد أسامة شلتوت، ووصفه بأنه صاحب قلب كبير ونفس سمحة وابتسامة دائمة.

مجابهة الوباء

وحيَّا الوزارات والمؤسسات الوطنية الكويتية، لما قامت به من جهود جبارة في السهر على سلامة وأمن الجميع في مواجهة انتشار وباء كورونا، وخص بالذكر اللجنة الوزارية لطوارئ كورونا، ووزارة الصحة وجيشها الأبيض من أطباء وممرضين، ورجالات "الداخلية" والحرس والأمن الذين واصلوا الليل بالنهار طوال عامين كاملين ساهرين على سلامة وأمن الجميع، وكذلك العديد من المؤسسات الحكومية الأخرى، والجمعيات الأهلية والمتطوعين.

وأثنى أيضاً على الدور النشيط والرائع الذي تقدمه وزارة الخارجية في تعزيز قيم الاتصال والسلام وأواصر التعاون بين بلدان المنطقة، مشيدا بشكل خاص بالدور التوعوي والإرشادي لوسائل الإعلام، وحرصها على نقل الخبر بدقة وأمانة وموضوعية، وشكر لها اهتمامها بالتصريحات الصحافية التي تنشرها الكنيسة في أوقات المناسبات.

الفرح

وفي عظته بهذه المناسبة، التي كان موضوعها "الفرح في الأعياد"، قال القمص بيجول: "نفرح بالعيد من أجل مناسبته الروحية والدينية، وأيضا لأجل اللقاء بالأصدقاء المهنئين. وذكر أن الله أوجد لنا دوما أناسا تبعث الفرحة والحب: أب محب، وأم حنون، وصديق مخلص، وأصدقاء محبين، لهذا وجب علينا أن نعيش فرحين".

وضرب راعي الكاتدرائية المرقسية مثلاً بالفرح الذي يثمر تنمية بعيدة المدى، وقال في ذلك: "مر أحد الملوك برجل كبير السن. وجده يزرع أشجار بلوط. وهذا نوع من الشجر لا يُثمر إلا بعد سنوات كثيرة. سأله الملك: لماذا تزرع هذه الأشجار وأنت متأكد أنك لن ترى ثمارها؟ أجاب الرجل المُسن بحكمة: غيرنا زرع ونحن حصدنا من ثمار ما زرعوه، والآن نزرع كي يحصد أولادنا من بعدنا. وقال إن الفرح لا يكتمل إلا بإسعاد الآخرين".

الاقتصاد المصري

من جانبه، توجه السفير المصري أسامة شلتوت بكل الشكر والتقدير لصاحب السمو وسمو ولي العهد ولحكومة الكويت وشعبها العزيز على الرعاية والاهتمام اللذين يحيطون بهما أبناء الجالية المصرية، بما يعكس متانة العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي وحكومتي البلدين الشقيقين.

وقال شلتوت إن برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري حقق نجاحا كبيرا، ومكَّن الاقتصاد المصري من التصدي للتداعيات الاقتصادية التي واجهها العالم بسبب جائحة كورونا، بل إن تقديرات المؤسسات الاقتصادية الدولية تشير إلى الآفاق الإيجابية للاقتصاد المصري في عام 2022، وارتفاع معدلات النمو ووجود فرص استثمارية واعدة.

وأضاف أن وتيرة المشروعات القومية الكبرى استمرت للنهوض بمصر في جميع المجالات، وخاصة مشروعات تطوير البنية التحتية، وقطاعات البترول والغاز والسياحة، مع إيلاء اهتمام خاص بإصلاح منظومتي التعليم والصحة وقطاع الرعاية الاجتماعية.

وعبَّر السفير المصري عن اعتزازه بأبناء الجالية المصرية على أرض الكويت، لدورهم المتميز في تحقيق التنمية بالكويت في مختلف المجالات، مشيدا بالحس الوطني العالي الذي يتمتعون به، وارتباطهم بقضايا وهموم الوطن، والذي ينعكس في إقبالهم الكثيف على المشاركة الفعالة في مختلف الاستحقاقات الانتخابية والمبادرات الوطنية.

وأضاف أن الرئيس السيسي وضع تنمية وبناء الإنسان المصري على رأس أولويات الدولة، من خلال إطلاق العديد من المبادرات التي تمس حياة المواطن، مثل: مبادرة حياة كريمة، و100 مليون صحة، وخطة تطوير العشوائيات، ومشروع المليون ونصف المليون فدان، وتطوير القرى الأكثر احتياجا، إلى جانب إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والإنجازات التي تحققت في مجال حقوق المرأة وكفالة حقوق ذوي الهمم.

الحريات الدينية

وأكد شلتوت أن الكويت تمثل نموذجا فريدا للتعايش والحريات الدينية، و"نعتز باحتضان الكويت لأول كنيسة قبطية خارج مصر منذ عام 1961".

وقال السفير المصري إن "لقاءنا هذا العام يكتسب خصوصية وبهجة كبيرة، لأنه أول قداس حضوري بهذه المناسبة المباركة منذ ظهور جائحة كورونا. نستلهم كل عام في مثل هذه الأيام جوهر التعاليم التي نادى بها السيد المسيح عليه السلام، والتي تدعو إلى إعلاء قيم التسامح والعطاء، ونشر الخير والمحبة بين الناس".

وأضاف أن "احتفالنا هذا العام يواكب سعادتنا بما حققته مصرنا الغالية من إنجازات على جميع الأصعدة تحت قيادة الرئيس، الذي أعلن ميلاد (الجمهورية الجديدة)، في ظل مبادئ الديموقراطية والعدالة والمساواة والمواطنة، استكمالا لمسيرة التنمية نحو مستقبل زاهر".

وقد استقبلت كنيسة مار مرقس للأقباط الأرثوذكس، أمس الأول، المهنئين بعيد الميلاد.

من جهته، تقدم راعي كنيسة الأقباط الكاثوليك بالكويت، الأب أنجليوس مسعود، إلى مقام سمو أمير البلاد ببالغ التهاني وخالص التبريكات بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد.

وتمنى مسعود، في كلمته بقداس الميلاد ليل الخميس الفائت لسمو أمير البلاد، أمير التسامح، أن يديم الله على سموه موفور الصحة والعافية، كما تقدّم بالتهنئة إلى سمو ولي العهد الأمين وإلى الحكومة بقيادة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وأعضاء مجلس الأمة، والشيخ ناصر المحمد، كما تمنّى الاستقرار والرخاء للكويت الطيبة، التي تحتضن الجميع بروح المحبة والإخاء، كما تمنّى للشعب الكويتي الأصيل، دوام الصحة والعافية.

وتقدم أيضا بالتهنئة إلى جميع أبناء الشعب الكويتي الوفي بهذه المناسبة السعيدة.

كما تقدّم راعي كنيسة الأقباط الكاثوليك بالكويت إلى جميع الأقباط الكاثوليك بالتهاني بهذه المناسبات السعيدة بداية العام الجديد وعيد الميلاد المجيد، واستشهد في كلمته عن رجل سأل السيد المسيح: "يا معلم كم مرة أسامح أخي في اليوم مرة أم اثنين أم ثلاثا أم سبعا"؟... فردّ عليه قائلا: "لا أقول لك سبع مرات، بل سبعين مرة سبع مرات"، وهذا يعلمنا مدى معنى كلمة التسامح.

وتمنى أيضاً في كلمته أن تعود عجلة والعمل النمو في الكويت، وأن ينعم الله على الكويت وجميع شعوب الأمة العربية بإنهاء جائحة "كورونا"، وأن ينعمَ الشعب الكويتي وجميع المقيمين على هذه الأرض الحبيبة بالصحة والعافية.

● عادل سامي

نشكر الكويت وقيادتها وحكومتها على الرعاية والاهتمام بأبناء الجالية المصرية

نعتز باحتضان الكويت أول كنيسة قبطية خارج مصر منذ عام 1961 السفير المصري

نهنئ أمير التسامح ونثمّن احتضان الجميع بروح المحبة والإخاء أنجليوس مسعود
back to top