احتلت هيئة أسواق المال المرتبة الأولى في ترتيب الجهات ذات الميزانية المستقلة المشمولة برقابة ديوان المحاسبة من حيث استيفاء متطلبات الحوكمة وبنسبة 92.2 بالمئة، وذلك وفقاً للتقرير السنوي للديوان الصادر أخيراً بعنوان "أهم المؤشرات المالية والظواهر الرقابية والمستجدات للسنة المالية 2020/ 2021".وقد أتى التقرير المذكور في فصول ثمانية، عرض آخرها لـ6 موضوعات رقابية، تناول أحدها بالتفصيل موضوع "حوكمة القطاع العام والشركات" وقدّم نتائج تفصيلية لمدى التزام الجهات الحكومية المشمولة برقابة ديوان المحاسبة بتحقيق مبادئ الحوكمة، البالغ عددها 65 جهة تتوزع بين 29 وزارة وإدارة حكومية، و20 هيئة عامة ذات ميزانية ملحقة، إضافة إلى 16 مؤسسة عامة ذات ميزانية مستقلة، من بينها هيئة أسواق المال التي احتلت المرتبة الأولى بين تلك الجهات، كما أسلفنا.
وقد سبق للهيئة أن احتلت المركزين الثاني فالأول على التوالي على صعيد استيفاء تلك المتطلبات خلال السنتين الماليتين (2018/ 2019، 2019/ 2020). كما تجدر الإشارة إلى قيام ديوان المحاسبة بإجراء حلقات نقاشية مع خبير حوكمة القطاع العام لدى البنك الدولي أفضت إلى إجراء تعديلات على أسس إعداد التقرير وتحديثات على النماذج الملحقة الخاصة بالتدقيق على تطبيق مبادئ حوكمة القطاع العام لدى الجهات المشمولة برقابته، الأمر الذي رتّب تغييرات في نسب استيفاء تلك المتطلبات خلال السنة المالية موضوع التقرير.يذكر أن "الحوكمة" تعد مطلباً أساسياً لضمان تطوير القطاع العام باعتبارها أحد مقومات الإدارة الرشيدة والإصلاح الإداري والمالي والمؤسسي الهادف إلى تعزيز مبادئ العدالة والشفافية والإفصاح والمساءلة.كما أن للحوكمة في القطاع العام الكويتي أهمية خاصة، لاسيما أن رؤية الكويت التنموية 2035 تضمنت جزءاً يتعلّق بتبنّي إطار حوكمة شاملٍ وفعال للقطاع العام بكل مستوياته وفق إطار قانوني وتشريعي يمثله دستور دولة الكويت، والمعاهداتوالاتفاقيات الدولية، والقوانين ذات الصلة بمبادئ الحوكمة، وقرارات مجلس الوزراء وتعاميم وزارة المالية بهذا الشأن. من ناحية أخرى، وباستعراض الركائز الأساسية لحوكمة القطاع العام المتمثلة بمبادئ سيادة القانون، وحماية الأموال العامة، والإفصاح والشفافية، والمحاسبة والمساءلة، والنزاهة، والفاعلية والكفاءة، وحماية حقوق الأطراف ذات العلاقة، إضافة إلى المبادئ المتصلة بالاستدامة والمسؤولية الاجتماعية.ويتضح جلياً ما قطعته الهيئة من أشواط مهمة في مسارات تلك المبادئ بلا استثناء، وذلك طوال فترة عملها الأولى على وجه العموم، وابتداء من السنة المالية 2015/ 2016 بصورة خاصة والتي شهدت قيامها بتطبيق الحوكمة على الشركات المشمولة بإشرافها، بالتزامن مع تطبيقها على ذاتها أولا، لتقدم بذلك القدوة والمثل لتلك الجهات، وبما يتناسب مع أنها إحدى المؤسسات الحكومية. كما تابعت الهيئة تطبيقها سياسة الإفصاح الكامل على مفوضيها وموظفيها منعاً لتعارض المصالح واستغلال المعلومات الداخلية، وبما يساعد على تحقيق أفضل حماية وتوازن بين أدائها لأعمالها ومصالح الأشخاص المرتبطين بها، ويعزز في الوقت ذاته مقومات الطمأنينة والشعور بالثقة لدى متعامليها والجهات الخاضعة لإشرافها على حد سواء.وكان لافتاً ما تضمنه التقرير الأخير لديوان المحاسبة بشأن استيفاء متطلبات الحوكمة لدى الشركات الخاضعة للهيئة والمشمولة برقابة ديوان المحاسبة في ذات الوقت، حيث حققت 75 بالمئة من تلك الشركات نسب التزام بلغت 90 بالمئة تقريباً.وأخيراً، فإن هيئة أسواق المال، إذ تفخر بهذا الإنجاز الذي يعكس نجاعة نهجها ودقة التزامها بمسؤولياتها كجهة إشرافية تمثل نموذجاً يحتذى، لا يفوتها أن تعرب عن بالغ تقديرها لجهود ديوان المحاسبة وتعاونه البنّاء مع الهيئة لتحقيق أهدافها وتصويب مساراتها حين الحاجة بما يؤكد تكامل أدوار مختلف جهاتنا الوطنية لتحقيق المستهدفات التنموية لوطننا العزيز وإعلاء شأنه في شتى المحافل. كما لا يفوت الهيئة، بهذه المناسبة، أن تعرب عن تقديرها لجهود منتسبيها المخلصة لتكريس هذا الإنجاز وتكراره عاماً إثر آخر، يحدوها كل الأمل في الوصول إلى نسبة التزام تامة، تماماً كما كان عليه في السنة المالية 2019/ 2020 بعد الأخذ بعين الاعتبار المستجدات المستحدثة على التقرير خلال السنة الأخيرة.
اقتصاد
هيئة الأسواق الأولى في حوكمة «الهيئات المستقلة»
09-01-2022