الله بالنور : أين تقع المصلحة الوطنية؟
منذ عام 1979 تم اعتزال أو بالأحرى عزل رئيس الوزراء في بريطانيا...1 - مارغريت ثاتشر اضطرت للاستقالة بناءً على طلب أعضاء حكومتها، لأنها لن تحصل على الأصوات الكافية للبقاء عندما يصوت النواب المحافظون، وغادرت 10 داونينغ ستريت والدمعة على خديها!2 - دافيد كاميرون استقال بعد هزيمته في الاستفتاء على الخروج من السوق الأوروبية المشتركة...
3 - تيريزا ماي استقالت بعد أن فشلت في الحصول على أغلبية برلمانية على الطريقة التي أرادت بها الخروج من السوق الأوروبية المشتركة...4 - الآن يواجه بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا الحالي أزمة في البقاء، ولكي يستطيع حزب المحافظين إزاحته، فإنه يجب أن يطرح 55 نائباً محافظاً عدم الثقة به، ويتبع ذلك تصويت 182 نائباً على الأقل من حزب المحافظين ضد استمراريته. عدد النواب في البرلمان البريطاني 650 عضواً، ويشكل حزب المحافظين الحاكم 361 نائباً، والبقية موزعون على أحزاب أخرى، أهمها وأكبرها حزب العمال. في الكويت من المفترض أن يكون هناك 50 نائباً (منتخبين عشوائياً) ولا ينتمون إلى أحزاب، ورئيس الوزراء ينتمي للأسرة الحاكمة، ومن المعروف تاريخياً أنه خلال الستين عاماً الماضية تم حل عشرة مجالس، وسبعة مجالس فقط استمرت لتكمل الفترة المقررة وهي أربع سنوات!مع كل ذلك هناك مجموعة لا تشكل أغلبية وغير متجانسة تطرح عدم التعاون مع رئيس الوزراء، ووفقاً للدستور لهم الحق في ذلك، وهذا الحق المكتسب قد يكون سبباً لحل المجلس مبكراً!المقارنة مع الديموقراطية البريطانية ليست عادلة أبداً... ولكن المبادئ العامة والمصلحة الوطنية هي التي يجب أن تسود، بغض النظر عن بقاء أو ذهاب رئيس الوزراء.