غيّب الموت نائبة رئيس المحكمة الدستورية العليا المصرية سابقا، المستشارة تهاني الجبالي، أمس، إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وتعد الجبالي المرأة التي وصلت إلى أعلى منصب قضائي لامرأة مصرية في تاريخ القضاء المصري، إذ تولت المنصب بقرار جمهوري في يناير 2003، ولم تخرج من منصبها إلا بعد تلاعب نظام الرئيس الأسبق محمد مرسي في الدستور من أجل التمكن من إطاحتها، إذ عُرفت بمواقفها الرافضة للإسلام السياسي.

وشيعت جنازة المستشارة صاحبة المقام القضائي الرفيع، في مسقط رأسها بمدينة طنطا (شمالي شرق القاهرة)، عصر أمس. وولدت الراحلة في نوفمبر 1950، وتخرجت في كلية الحقوق بجامعة المنصورة عام 1973، وعملت بالمحاماة نحو 30 سنة، وتم انتخابها في دورتين متتاليتين بمجلس نقابة المحامين المصرية، كأول محامية تصل إلى هذا المقعد منذ تأسيس النقابة في 1912.

Ad

وتم تعيينها في منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، وهي أعلى محكمة مصرية، لتصبح بذلك المرأة المصرية التي احتلت المنصب القضائي الأعلى في تاريخ مصر، كما أنها أول امرأة تتولى منصب قاضية في التاريخ الحديث، وهو الأمر الذي أثار ضجة وقتها خصوصا من أبناء التيار الإسلامي الذين لم يتقبلوا تعيين امرأة كقاضية.

ودخلت الجبالي في مواجهة مفتوحة مع جماعة الإخوان بعد ثورة يناير 2011، واستحواذ الجماعة على البرلمان والرئاسة، إذ تم تفصيل نص دستوري من الجماعة لفصلها من منصبها بالمحكمة الدستورية، عبر تقليص عدد قضاة المحكمة الدستورية من 19 إلى 11 عضوا، في واقعة أثارت استياء واسعا في مصر، وعرف التعديل بـ "تعديل تهاني"، إذ كان واضحا أن التعديل يستهدفها أساسا، بسبب رفضها لتدخل "الإخوان" في عمل المحكمة.

وانقسم الشارع المصري حول وفاة الجبالي، كالعادة في التعاطي مع الشخصيات التي عاصرت فترة الثورة المصرية، إذ عبر الكثيرون عن خالص تعازيهم وحزنهم لوفاة القاضية الأولى في مصر، بينما شن أنصار "الإخوان" هجوما عليها وعبروا عن شماتتهم فيها، بسبب مواقفها المناوئة للرئيس الإخواني محمد مرسي.

في غضون ذلك، قرر قاضي المعارضات بمحكمة جنح التجمع الخامس، أمس، حبس رجل الأعمال محمد الأمين، 15 يوما على ذمة التحقيق معه بتهمة الاتجار في البشر، وتم إلقاء القبض على رجل الأعمال مؤسس مجموعة قنوات "سي بي سي"، الجمعة الماضي، بعدما انتهت التحريات إلى اتجاره في البشر والتعدي على بعض الفتيات في داري أيتام أسسهما رجل الأعمال الذي حقق شهرة كبيرة بعد ثورة يناير 2011، بسبب إمبراطوريته الإعلامية.

حسن حافظ