انتزعت ألوية العمالقة اليمنية الجنوبية، بدعم من قوات الجيش وطيران تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده السعودية، مديرية عين، من قبضة ميليشيات جماعة "أنصار الله" الحوثية، لتحرر بذلك محافظة شبوة بالكامل. ودخلت القوات اليمنية مديرية عين من 3 محاور أمس، بعد انتهاء مهلة منحتها لمتمردي الجماعة المدعومة من إيران للانسحاب.واستهلت القوات الشرعية دخولها عين لملاحقة المتمردين بحملة جوية وبرية مركزة، بالتنسيق مع "التحالف"، الذي أفاد بأن مقاتلاته الحربية دمرت 30 آلية حوثية ومعسكرات، وأسفرت عن مقتل 290 متمردا في شبوة، كاشفا أنه نفذ 39 عملية استهداف ضد الميليشيات في شبوة خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما أوضح أنه تم تدمير 11 آلية عسكرية ومواقع اتصالات للحوثيين في محافظة مأرب الاستراتيجية المتاخمة لشبوة، وقدرت خسائر الميليشيات بـ"65 عنصرا إرهابيا".وأكد محافظ شبوة الجديد عوض العولقي، الذي بشر بتحرير محافظته بالكامل، أن "العمليات العسكرية ضد الميليشيات لن تتوقف، وستنتقل إلى مناطق أخرى"، مضيفا أن "دعم التحالف كان الركيزة الأساسية في تحرير شبوة"، وطالب الحكومة اليمنية بـ"دعم التنمية في المحافظة بعد طرد المتمردين منها".في غضون ذلك، نعى قائد "ألوية العمالقة" أبوزرعة المحرمي "قائد اللواء ثالث" العقيد مجدي الردفاني، الملقب بـ"أبي حرب"، وعددا من مرافقيه خلال مواجهات مع الحوثيين ضمن عملية "إعصار الجنوب".ويأتي ذلك بعد أن أعلنت "ألوية العمالقة" نجاح المرحلة الثانية من عملية "إعصار الجنوب" بتحرير مديرية بيحان، ليل الجمعة ـ السبت، مشددة على جاهزيتها الكاملة لتنفيذ المرحلة الثالثة دون تأخير لتحرير عين.
إعادة الحياة
وفي إطار جهود إعادة الحياة لشبوة وصلت أول رحلة إلى مطار عتق الدولي في المحافظة الواقعة جنوب شرقي اليمن، مساء أمس الأول، بعد أكثر من 7 أعوام من توقف رحلاته الجوية مطلع 2015.وأوضح المدير العام للمطار سالم حامد أن "طائرة شحن تابعة للتحالف، تحمل شحنة أدوية ومعدات طبية للمستشفى الميداني والجراحي، والذي يقيمه الهلال الأحمر الإماراتي في مدينة عتق، نجحت في الهبوط على مدرج المطار".من جانبه، اعتبر محافظ شبوة أن "استقبال المطار للطائرة يؤكد جاهزيته لاستقبال كل أنواع الطائرات عقب استكمال العمل في إعادة تأهيل منظومة خدماته الأرضية والملاحية"، مؤكدا "أهمية مطار عتق ودوره في تنشيط الحركة الاقتصادية والاستثمارية بالمحافظة التي تضم عددا من القطاعات النفطية المهمة".وأعرب المحافظ العولقي عن "تطلعه إلى دعم التحالف العربي بقيادتي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتوجهات إعادة تشغيل المطار في أقرب وقت ممكن".خلفان والحوثي
وفي وقت تشهد عدة جبهات يمنية تصاعدا في القتال بين القوات الموالية للسلطة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين، هاجم نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان زعيم "أنصار الله" عبدالملك الحوثي.وقال خلفان، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، "شرفاء اليمن هم من يدحرون عبدالملك وعصابته وميليشياته"، ووجه خطابه إلى زعيم الحوثيين قائلا: "أنت يا عبدالملك تحارب الدولة اليمنية. لن تلقى من الدولة إلا التصدي لمشروعك الفارسي، شيء طبيعي أن يحدث بينك وبين العرب صدام. فأنت لست عربيا".وأضاف في تغريدة أخرى: "تملكني غرامك مثل تملك إيران للحوثي... تأمر عليه ويرد لبيك يا سيدي"، متابعا: "يا عبدالملك... لو تاجك العرب ما خضعت لفارس وكفى نقاشا"، وأردف: "في منتصف عام 2022 سيدخل الجيش اليمني رافعا رايات النصر إلى صنعاء".وأمس الأول، اتهم المتحدث باسم "التحالف" تركي المالكي إيران بأنها تقف وراء التخطيط لهجمات الحوثيين على السفن، مؤكدا أن "الهجمات التي نفذتها الجماعة ضد السفن تمت بتخطيط من الحرس الثوري الإيراني، وأن جميع أسلحة الحوثيين إيرانية"، وأضاف أن "جماعة الحوثي استخدمت ميناء الصليف في الحديدة كغطاء لعملياتها الإرهابية وتفخيخ الزوارق البحرية".إلى ذلك، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مسودة تقرير سري للأمم المتحدة أمس الأول، أن آلاف الأسلحة، ومن بينها قاذفات صاروخية ورشاشات، ضبطتها البحرية الأميركية في الأشهر الأخيرة في بحر العرب، مصدرها، على الأرجح، مرفأ جاسك الإيراني، وكانت موجهة إلى اليمن خصوصا.ونقلت الصحيفة الأميركية عن هذه الوثيقة، التي أعدها فريق خبراء من مجلس الأمن الدولي حول اليمن، أن مراكب خشبية صغيرة ووسائل نقل برية استخدمت في محاولة لتمرير أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران بطريقة غير قانونية إلى اليمن الذي يشهد حربا أهلية منذ عام 2014.وكشف معدو مسودة التقرير الذين يستندون إلى مقابلات مع أفراد يمنيين في طواقم هذه المراكب، فضلا عن بيانات أجهزة ملاحة، أن الزوارق المستخدمة لنقل الأسلحة انطلقت من مرفأ جاسك في جنوب شرق إيران المطل على بحر عمان، بحسب «وول ستريت جورنال».وتتهم المملكة العربية السعودية، التي تقود تحالفا عسكريا يدعم منذ 2015 الحكومة اليمنية في حربها مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وكذلك الولايات المتحدة، منذ فترة طويلة، إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة، الأمر الذي تنفيه طهران.وفرضت الأمم المتحدة حظرا على تزويد المتمردين الحوثيين بأسلحة في عام 2015.وأكدت إيران لفريق الخبراء الأممي أن هذه الأسلحة لا تباع ولا تنقل ولا تصدر إلى اليمن على ما أضافت الصحيفة.وذكرت الصحيفة أن وكيل وزارة الاعلام التابعة للحوثيين نصرالدين عامر نفى أن تكون إيران تنقل هذه الأسلحة إلى اليمن، واصفا ذلك بمجرد «وهم».