يقترب مؤسس أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم تشانغ بينغ تشاو، من تخطي أبرز مليارديرات التكنولوجيا من "فيسبوك"، و"غوغل"، مارك زوكربيرغ، ولاري بيغ، وسيرغي براين، فضلاً عن تجاوزه بالفعل ثروة أغنى رجل في آسيا، موكيش إمباني، مع ثروة تقدر بنحو 96 مليار دولار.عمل تشاو البالغ من العمر 44 عاماً، مبرمجاً في العديد من الشركات من بينها "ماكدونلز"، و"بلومبرغ"، قبل أن يؤسس بورصة العملات المشفرة باينانس، ليتم حصر ثروته للمرة الأولى ضمن مؤشر "بلومبرغ للمليارديرات"، وفقاً لما اطلعت عليه "العربية.نت".
ورغم تقديرات "بلومبرغ" لثروته، إلا أنها يمكن أن تكون أكبر من ذلك بكثير، إذ لم تأخذ في الاعتبار ممتلكاته الشخصية من العملات المشفرة، والتي تشمل بتكوين.يأتي ذلك في وقت ارتفعت القيمة السوقية لعملة باينانس 1300 في المئة العام الماضي، إذ باتت رابع أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية بعد تراجعها مركزاً واحد الأسبوع الماضي، على خلفية موجة التراجعات التي أصابت العملات المشفرة، إذ انخفضت أكثر من 17 في المئة في آخر 7 أيام.ويسلط نجاح باينانس الضوء على الثروات الهائلة التي تم إنشاؤها في العملات المشفرة، حتى مع الانخفاضات الأخيرة.نُفي تشاو من الصين، البلد الذي أسست فيه شركته، كما تواجه الشركة تحقيقات تنظيمية على مستوى العالم. إذ تحقق وزارة العدل الأميركية وخدمة الإيرادات الداخلية فيما إذا كان كيان واحد يتحكم فيه تشاو، يمثل قناة لعمليات غسل الأموال والتهرب الضريبي.ويتوقف مستقبل باينانس حالياً على ما إذا كان بإمكانها التصالح مع المنظمين حول العالم وإيجاد موقع ترحيبي لتأسيس مقرها الرئيسي.
عملاق ينافس وول ستريت
حققت باينانس عائدات لا تقل عن 20 مليار دولار العام الماضي، وفقاً لتحليل بلومبرغ لحجم تداولها والعمولات التي تتقاضاها، وهذا الرقم يقترب من 3 أضعاف توقعات محللي وول ستريت، لما يمكن لشركة كوينباس غلوبال، المدرجة في البورصة الأميركية، تحقيقه في عام 2021، حيث تبلغ القيمة السوقية لـ "كوينباس" 50 مليار دولار.عارض تشاو، تقديرات بلومبرغ لثروته، وحجم الشركة، فيما قالت باينانس في بيان: "لا تزال العملة المشفرة في مرحلة نموها". وهي عرضة لتقلبات كبيرة وأي رقم يتم تقديره قد يتغير بعدها بلحظات بشكل كبير".وخلال آخر 24 ساعة، نفذت باينانس معاملات بقيمة 170 مليار دولار، وهذا الرقم يعد أكبر من البورصات الأربع التالية مجتمعة.وأكد تشاو، لوكالة "بلومبرغ"، أنه غير مهتم بالثروة وترتيبه بين المليارديرات، لكنه أكد استعداده للتخلي عن كل ثروته تقريباً قبل وفاته.وأكد تشاو، أنه يرحب، بل يرغب في الامتثال للإجراءات التنظيمية، مشيراً إلى أن شركته تعمل بالفعل مع الجهات التنظيمية حول العالم للامتثال لقواعدها.وقال: "أنا لست أناركياً". "لا أعتقد أن الحضارة الإنسانية متقدمة بما يكفي للعيش في عالم بلا قواعد".ومع تضخم القيمة السوقية للعملات المشفرة، والتي ارتفعت إلى أكثر من تريليوني دولار من 135 مليار دولار قبل 3 سنوات، فإنها تعطي لمحة بسيطة عن حجم الثروات التي تكونت خلال تلك السنوات القليلة.وحتى وقت قريب، كان من النادر أن يظهر رجل أعمال تركز ثروته على العملات المشفرة في تصنيفات الثروة العالمية.وقدر مؤشر بلومبرغ للمليارديرات عائدات باينانس لعام 2021 باستخدام أحجام التبادل الفوري والمشتقات المقومة بالدولار الأميركي كما نشرها باحثو الصناعة Coingecko وNomics، ورسوم التداول المعلن عنها. لا يشمل الحساب مصادر الإيرادات الأخرى للشركة، مثل إقراض الهامش والتكنولوجيا والاستشارات وNFTs.كما يمتلك تشاو حصة تمثل 90% من باينانس، وفقاً للبيانات العامة والملفات التنظيمية في الولايات القضائية التي يلزم فيها الكشف عن تلك المعلومات.ولد تشاو، وهو مواطن كندي، في مقاطعة جيانغسو الصينية. تم نفي والده، وهو أستاذ جامعي، إلى الريف خلال الثورة الثقافية، وعندما كان تشاو في الثانية عشرة من عمره، نقل العائلة إلى فانكوفر.بعد تعرضه للتكنولوجيا في سن مبكرة، درس تشاو علوم الكمبيوتر في وقت لاحق وحصل في النهاية على وظائف مالية في طوكيو ونيويورك، بما في ذلك فترة 4 سنوات من العمل في Bloomberg LP، الشركة الأم لوكالة "بلومبرغ".بدأ طريقه إلى ثروات العملات المشفرة في شنغهاي في عام 2013 خلال مباراة بوكر ودية مع الرئيس التنفيذي لشركة BTC China، بوبي لي، والمستثمر رون كاو، اللذين شجعاه على وضع 10 في المئة من صافي ثروته في بتكوين.وبعد أن أمضى بعض الوقت في دراستها، أخذ زمام المبادرة وانتهى به الأمر ببيع شقته مقابل بتكوين.وفي عام 2017، أسس باينانس، وسرعان ما ازدهرت لتصبح أكبر بورصة للعملات المشفرة.وتقدم باينانس، خدمات التداول على أكثر من 350 عملة مشفرة، وهو ما يعتبر أكبر من ضعف العدد الذي تقدمه منصة كوينباس غلوبال الأميركية، كما تعد أكبر مزود للمشتقات التجارية من حيث الحجم، مما يسمح للمستخدمين بالمضاربة على العملات المشفرة مع المزيد من المخاطر والمكاسب المحتملة.وفي نوفمبر، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن المديرين التنفيذيين السابقين للشركة قدّروا قيمتها بـ 300 مليار دولار.وهذا من شأنه أن يجعل تشاو أكثر ثراءً من الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك.