عمّقت بتكوين خسائرها خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ تراجعت إلى ما دون مستوى 42 ألف دولار بعد انخفاض بأكثر من 11 في المئة خلال آخر 7 أيام.

واقتربت أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية من مستوى 40 ألف دولار لأول مرة منذ أواخر سبتمبر، مما رفع خسائرها منذ ذروتها قبل 3 أشهر فقط إلى حوالي 42 في المئة.

Ad

وفي الوقت نفسه، فقد رأس المال السوقي للعملات المشفرة نحو 700 مليار دولار في آخر 7 أيام، إذ تراجعت إيثر بأكثر من 17.4 في المئة، ولم تسلم العملات المشفرة الكبرى من التراجعات.

يأتي هذا التقلب وسط إشارات على أن الاحتياطي الفدرالي يستعد لمكافحة التضخم المستمر من خلال سحب التحفيز.

وأشار محضر اجتماع البنك المركزي في ديسمبر، الذي تم نشره الأربعاء الماضي، إلى فرصة رفع أسعار الفائدة في وقت أبكر وأسرع من المتوقع، حيث يتوقع الاقتصاديون أن تتأثر مستويات السيولة ما يضعف بريق الأصول الخطيرة عالية النمو.

من جانبه، قال كبير استراتيجيي السوق لشركة Miller Tabak + Co، مات مالي: "إذا أصبحت سياسة الفدرالي أكثر تشدداً، فإن أصول المضاربة وبما فيها العملات المشفرة، ستصبح أكثر خطورة".

فيما يرى محلل بلومبرغ إنتليجنس، مايك ماكغلون، أن 40 ألف دولار، يعتبر مستوى دعم فني مهم لعملة بتكوين، وتشكل العملات المشفرة مؤشراً جيداً للانخفاض الحالي في الرغبة في المخاطرة.

لكنه يتوقع أن تكون عملة بتكوين في نهاية المطاف في المقدمة حيث يتحول العالم إلى عالم رقمي بشكل متزايد وتصبح العملات المشفرة هي الضمان القياسي، وفقاً لما اطلعت عليه "العربية.نت".

يأتي ذلك، في وقت ساعدت جائحة كورونا، "بتكوين" على الانتشار بشكل أكبر، إذ انخرط المستثمرون من المؤسسات والأفراد في سوق العملات المشفرة والمشاريع الملحقة به.

ومنذ بداية العام خسر مؤشر بلومبرغ كريبتو غالاكسي للعملات المشفرة، ما يقرب من 10 في المئة.

وضرب الاضطراب السياسي في كازاخستان صناعة تعدين عملة "بتكوين" المشفرة بعد قطع الإنترنت والاتصالات.

برزت كازاخستان كمركز تعدين للبتكوين العام الماضي بعد أن اتخذت الصين المجاورة لها إجراءات صارمة ضد هذا النشاط.

واستحوذت كازاخستان على 18 في المئة من معدل الطاقة المطلوبة في الثانية لتعدين البتكوين في العالم في أغسطس 2021.

وشهد معدل الطاقة المستهلكة في التعدين انخفاضاً بنسبة 12 في المئة يوم الجمعة الماضي.

وتكافح كازاخستان للتعامل مع الطلبات الضخمة على شبكة الطاقة الخاصة بها بسبب ارتفاع تعدين العملات الرقمية.

وأدى نقص الطاقة في نوفمبر إلى إغلاق مزرعة تعدين كبيرة.

من جانب آخر، قال جوي كروغ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة الاستثمار في الأصول الرقمية "بانتيرا كابيتال" (Pantera Capital)، إن النمو الهائل في عدد شبكات التشفير، التي تتنافس للحصول على حصة في السوق من "إيثريوم"، لا يهدد على الأرجح هيمنة البلوكتشين الأكثر استخداماً في العالم.

وأضاف "كروغ" في مقابلة: "إذا قدمت عقارب الساعة للأمام 10 أو 20 عاماً، فإن نسبة كبيرة جداً، ربما تزيد على 50 في المئة، من المعاملات المالية للعالم ستكون لها صلة بطريقة أو شكل أو نوع ما بإيثريوم".

تأتي "إيثر"، العملة الأصلية لمنصة "إيثريوم"، بين المراكز الثلاثة الأولى عبر صناديق شركة "بانتيرا كابيتال مانجمنت"، وفقا لـ"كروغ"، وتعتبر العملة المشفرة ثاني أكبر عملة من حيث القيمة السوقية بعد "بتكوين".

وتعتبر "بانتيرا" واحدة من أوائل شركات الاستثمار في الأصول الرقمية، وتحتل مركزاً بين أكبر خمس صناديق تركز على العملات المشفرة بأصول بقيمة 5.8 مليارات دولار.

يقول منتقدو "إيثريوم" إن لديها رسوماً باهظة وسرعات معاملات بطيئة، إذ تتسبب حركة المرور في ازدحام الشبكة، وظهرت الملحقات الإضافية، المعروفة باسم طبقة ربط الشبكات الثانية كحلول، لكن يمكن أن تكون معقدة الاستخدام، أو لديها عيوب أخرى.

واكتسب ما يسمى بـ"قاتلي إيثر" جاذبية لدى المطورين الذين يستخدمون تكنولوجيا "بلوكتشين" لبناء ما يسمى بتطبيقات التمويل اللامركزي، وارتفعت عائدات العملات التي تحمل نفس اسم بعض الشبكات جنباً إلى جنب مع الاستخدام، مثل "سولانا" و"بولكادوت".

وقفزت هذه العملات المشفرة بحوالي 7000 في المئة و150 في المئة على التوالي خلال العام الماضي، رغم التراجعات المشهودة أخيراً في العديد من أسعار الرموز المشفرة، وفق شركة تتبع البيانات "كوين غيكو".