كشفت الهيئة العامة للطرق والنقل البري عن اتخاذ إجراءات جديدة لمنع سرقة أغطية المناهيل من الطرق السريعة أو حتى الحد منها، مبينة أن من تلك الإجراءات استبدال الأغطية بأخرى «مفصلية» يصعب فصلها عن المنهول عند محاولة السرقة، أو وضع أقفال وتعميمها على جميع المناهيل من خلال العقود الجديدة التي تبرمها الطرق في مشاريعها.وفي حين يقف توافر الميزانية حائلا بين هيئة الطرق وحماية أغطية المناهيل، أكدت الهيئة أن لديها خطة لتغيير الأغطية خلال الفترة المقبلة لإيقاف اللصوص عند حدهم.
«الجريدة» فتحت ملف سرق أغطية المناهيل، والسوق السوداء التي تباع فيها، متسائلة عن سبب وقوف الهيئة عاجزة عن وضع حد لهذه الظاهرة التي باتت تؤرق مضجع الحكومة وتسببت في العديد من الحوادث التي راح ضحيتها مواطنون، وتكلف الدولة خسائر كبيرة. في البداية، قال مدير إدارة الطرق السريعة في الهيئة م. محمد القزويني إن سرقة أغطية المناهيل ليست ظاهرة مستمرة، لكنها تحدث بين الحين والآخر، مبينا أن أكبر عدد سرق على الطرق السريعة مؤخرا كان عند نفق صناعية الجهراء وتراوح بين 50 و60 قطعة من النفق. وقال القزويني، لـ«الجريدة»، إن الهدف الرئيسي من سرقة تلك الأغطية سؤال يجب توجيهه إلى من يسرق تلك الأغطية، ممن يسعون وراء تلك الأغطية لبيعها كحديد، «ونحن ليس لدينا فكرة أين يباع». وأوضح أن أغلب السرقات تحدث داخل الأنفاق لأن بها «جرلات» من الحديد قد تكون أسهل في السرقة، أو أثقل، أو لكونها بعيدة عن أعين الناس، مبينا أن أعداد تلك السرقات خلال عام كامل لم تكن كبيرة لتكون ظاهرة وتكلفة تلك السرقات مؤخرا لم تتعد 15 ألف دينار. وشدد على أن الأهم من السرقة خطورة تلك المناهيل غير المغطاة، على مرتادي الطريق، وهنا تكمن الكارثة، «فالأمر في تلك الحالة متعلق بأرواح الناس وممتلكاتهم، فمن يسرق تلك الأغطية لا يفكر في أن سرقته قد تؤدي أو تتسبب في حوادث قاتلة في بعض الأحيان»، مؤكداً أن طوارئ الهيئة العامة للطرق دائما متواجدة على الطرق لمكافحة تلك السرقات، «وإذا وردتنا شكوى بخصوص عدم وجود أغطية للمناهيل تقوم الهيئة على الفور بتغطية المنهول بغطاء آخر».
حلول لمنع السرقات
وأشار القزويني إلى أن هناك العديد من الحلول لمنع سرقة هذه الأغطية منها أن تكون مثبتة بشكل يحول دون سرقتها، وهناك 3 أنواع للتثبيت سيتم استخدامها خلال الفترة القادمة على أغلب المناهيل وهو أن تكون «الأغطية مفصلية»، وإذا لم نستخدم تلك الأغطية سوف نستخدم أغطية يتم تثبيتها بـ «براغي» بحيث يصعب سرقتها، حيث انه عند سرقتها سوف تأخذ وقتا مما يعرض السارق لانكشاف أمره، وهذا الأمر سيطبق كذلك على «الجرل الحديد» الموجود داخل الأنفاق. وأوضح أن الإدارة لديها أمر عمل بخصوص تغيير أغطية المناهيل التي يمكن سرقتها، بأغطية ذات مفاصل يصعب سرقتها، وتلك الأغطية سوف تركب على طريق الفحيحيل، ونتمنى أن يكون هذا حلا لتلك المشكلة، كما سنتعامل مع باقي الطرق السريعة بنفس الطريقة، عند صدور أوامر عمل جديدة وتتوفر ميزانية لتأمين هذه الأغطية بحيث لا تسرق ولا تتحرك من مواقعها.ضبطية قضائية
وأكد القزويني أنه عند اكتشاف سرقة غطاء منهول في موقع ما فإنه يتم تركيب بديل على الفور، حرصا على تأمين الطريق، «ثم نتوجه إلى أقرب مخفر من موقع حادث السرقة ويتم الإبلاغ عن الواقعة ليتم تسجيل قضية واتخاذ الإجراءات القانونية». وأوضح أنه لا يوجد في الهيئة العامة للطرق ضبطية قضائية مثل وزارة الكهرباء والماء، لافتا إلى أن القبض على هؤلاء اللصوص هو عمل الشرطة التي تتحرى عن الموضوع، ثم تقبض عليهم، «وبشكل عام نحن بصدد التغلب على تلك الظاهرة من خلال الإجراءات الجديدة التي سيتم اتباعها وأهمها تغيير الأغطية القديمة بأخرى يصعب خلعها».أقفال
بدورها، قالت المديرة العامة للهيئة م. رجاء المؤمن، في مذكرة حصلت «الجريدة» على نسخة منها رداً عـــلى سؤال النائب د. محمد الحويلة بخصوص ظاهرة «سرقة مناهيل الطرق السريعة» وجهه إلى وزيرة الأشغال العامة السابقة د. رنا الفارس إن «من ضمن خطة الهيئة تزويد الأغطية بأقفال للحد من ظاهرة السرقة، وكذلك تبديلها بأخرى ثقيلة الحمولة مفصلية، خصوصا للغرف الواقعة ضمن الطرق». وذكرت المؤمن أنه يوجد في الهيئة فريق طوارئ يجري كشفاً دورياً على شبكة الطرق السريعة والجسور، واتخاذ الإجراءات اللازمة لأي خلل يشاهده، بالإضافة إلى استقبال الشكاوى الواردة من المواطنين والعمل الفوري على الحل والصيانة والمتابعة لحماية مستخدمي الطرق من أي ضرر. وأوضحت أن فريق الطوارئ الذي يتابع الشبكة يزود الهيئة بمواقع الأغطية المفقودة، «ثم نقوم بتركيب أغطية جديدة فور تلقي معلومات بالسرقة»، مشيرة إلى أنه جارٍ حصر جميع أغطية الأمطار وغرف التصريف لكل الطرق السريعة والجسور لاستبدالها بالنظام الجديد، خصوصا الواقعة ضمن حرم الطريق، لإدراجها ضمن عقود الهيئة المستقبلية لرفع درجة الحماية لمستخدمي تلك الطرق والسلامة المرورية.تكنولوجيا متطورة
من جانبه، أكد أمين الصندوق المساعد في جمعية المهندسين م. حسين ششتري لـ«الجريدة» أنه لابد من استخدام تكنولوجيا جديدة متطورة في عمليات تثبيت أغطية المناهيل يصعب معها خلع الغطاء، أو طيرانه من مكانه أثناء استخدام الطريق، مع تفعيل الرقابة على الطرق من خلال زرع كاميرات خاصة على الأنفاق. ودعا إلى منح مراقبي الأشغال والصيانة صلاحيات أوسع لأي أمر تغيير طارئ بحيث تتم معالجة مشاكل الطرق بشكل فوري حفاظا على سلامة المارة.مراقبة السكراب
أما عضو مجلس إدارة جمعية المهندسين م. ماجد المطيري فدعا إلى ضرورة التشديد ومراقبة السكراب بشكل أكبر، وتغيير أغطية المناهيل بأخرى لا تكون هدفا لسرقتها. وقال المطيري لـ «الجريدة» إنه من الضروري تغليظ العقوبات وتطبيق القوانين على من يثبت ارتكابه تلك الجرائم التي تعرض أرواح الناس وممتلكاتهم للخطر لمنع تكرار تلك الظاهرة.شرائح التتبُّع حل مبتكر
قال رئيس لجنة الشباب في جمعية المهندسين م. فالح العتل لـ «الجريدة» إن هناك العديد من الحلول المبتكرة التي تستخدم في دول العالم الخارجي ويمكن تطبيقها في الكويت منها ترقيم المناهيل داخل المحافظات لمعرفة مواقعها، ووضع «سنسر» صوت بحيث يكون متصلا بأجهزة وزارة الداخلية، بحيث ينذر بوقوع السرقة عند محاولة اللصوص خلع الأغطية. وفي حل إلكتروني مشابه، قال نائب رئيس لجنة الشباب بجمعية المهندسين م. مبارك القناعي لـ «الجريدة»، إن من تلك الحلول المبتكرة وضع شرائح تتبُّع للأغطية يمكن من خلالها معرفة إلى أين اتجه المنهول المسروق، مبيناً أن مثل تلك الشرائح لن تكلف الدولة مبالغ طائلة مثل التي تكلفها السرقة، كما يمكن وضع أرقام سرية لأقفال تلك المناهيل يصعب معها السرقة.