قالت إسرائيل، إنها انتقلت إلى الهجوم مع إيران، في حين لا تزال طهران تتحدث عن انفراجة في المفاوضات النووية في فيينا، وسط صمت أميركي وأوروبي تجاه مسار المحادثات.

في المقابل، أفاد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس، بأن بلاده أجرت تغييراً في استراتجيتها تجاه إيران وانتقلت إلى "مفهوم هجوم متواصل وليس دفاعاً متواصلاً"، مجدداً التلويح بالتحرك العسكري المنفرد ضد برنامج طهران الذري.

Ad

ووصف بينيت إيران بأنها "رأس الأخطبوط الذي يرسل نحونا وإلى جميع حدودنا أعداء وأذرعاً"، مؤكداً أن الدولة العبرية تواجه "إيران وأذرعها ليل نهار".

وأضاف "نحن قلقون بالتأكيد من محادثات فيينا. ويهمني القول والتوضيح هنا أننا لسنا طرفاً بالاتفاقيات. ولسنا ملتزمين بما سيدوّن فيها، في حال تم توقيعها، وسنستمر في الحفاظ على حرية عمل كاملة في أي مكان وزمان ومن دون قيود".

4 نقاط

من جهة ثانية، أرجع الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، ما وصفه بـ"أجواء تفاؤل" في محادثات فيينا، إلى "إرادة كل المفاوضين التوصل إلى اتفاق موثوق ومستقر".

وقال خلال مؤتمر أمس: "أُحرز تقدم جيد حول الملفات الأربعة التي تناقش وهي رفع العقوبات والمسألة النووية والتحقق والحصول على ضمانات".

وأضاف: "نبحث عن اتفاق دائم يمكن الوثوق به وأي اتفاق لا يتضمن هذه الشروط لا وجود له على جدول أعمالنا".

وتابع: "يجب علينا أن نتأكد من أن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي تأتي في إطار الضمانات اللازمة والتحقق ورفع العقوبات بشكل مؤثر".

وذكر أن إيران والولايات المتحدة عبرتا عن وجهات نظرهما بشأن القضايا المتعلقة برفع العقوبات الأميركية عن طهران بنحو مؤثر يمكن التحقق منه.

ومضى يقول: "تبقى مسائل أخرى مهمة للمناقشة حول النووي، لكننا حققنا نتائج حول نقاط عدة وسنتقدم بعد أكثر في حال توافرت الإرادة عند الأطراف الآخرين".

وأمس الأول، رأى وزير الخارجية الإيراني أن المفاوضات التي تخوضها طهران بطريقة غير مباشرة مع واشنطن عبر مجموعة "4+1"، بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا بالإضافة إلى ألمانيا، تسير بالطريق الصحيح نحو التوصل إلى "اتفاق جيد" لإعادة القيود على برنامج إيران الذري مقابل رفع العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عليها عقب انسحابه من الصفقة الذرية عام 2018.

كما صرح المرشد الإيراني علي خامنئي إلى إمكانية "التفاعل أو التفاوض مع العدو دون استسلام" في إشارة فهم منها دعمه لمسار فيينا وإمكانية إجراء مباحثات مباشرة مع الأميركيين.

عبداللهيان

جاء ذلك، بينما ناقش وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أمس، مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي ومسؤولين آخرين "قضايا إقليمية مهمة" بمسقط.

وبالإضافة إلى الملفات الإقليمية تناولت مباحثات الوزير الإيراني، الذي تدعم بلاده حركة "أنصار الله" الحوثية المتمردة في اليمن، سبل توسيع العلاقات بين مسقط وطهران في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وجاءت زيارة عبداللهيان، التي تعد الأولى له إلى دولة خليجية، منذ تعيينه في الحكومة الجديدة أواخر أغسطس الماضي، واستغرقت يوماً واحداً لمسقط بدعوة من نظيره العماني.

وسبق أن استضافت مسقط مفاوضات سرية بين الإيرانيين والأميركيين قبيل التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015 بالإضافة إلى توسطها حالياً لإنهاء النزاع اليمني الدائر حالياً.

كما تأتي المباحثات الإيرانية العمانية بعد تفاعل بارز بين مسقط والرياض حيث زار السلطان هيثم بن طارق، السعودية، العام الماضي، في أول رحلة خارجية له، ومؤخراً سافر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مسقط لعقد اتفاقيات تجارية ضخمة.

وصرح وزير الخارجية الإيراني لدى وصوله العاصمة العمانية مسقط: "نأمل تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية وتحقيق تقدم في علاقاتنا معها، كما حصل مع جيراننا في الشمال".

وأضاف: "نعمل على تفعيل الطريق التجاري بين تركمانستان وأوزبكستان وإيران وسلطنة عمان، ونركز على تعزيز العلاقات مع دول الجوار". وقالت مصادر إيرانية، إن عبداللهيان سيجري زيارة إلى قطر.

في موازاة ذلك، أفاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأن "الجولة المقبلة من المحادثات بين إيران والسعودية التي يستضيفها العراق على جدول الأعمال" مضيفاً ان العلاقات مع الرياض "مستقرة رغم الملفات الخلافية". لكن المتحدث انتقد الدور السعودي في اليمن داعياً الى حل وفق حوار يمني.

وفي أكتوبر الماضي، كشف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في مؤتمر، عن عقد بلاده جولة رابعة من المفاوضات المباشرة مع إيران، في 21 سبتمبر الماضي، قائلاً إنها لا تزال في "مرحلتها الاستكشافية".

في هذه الأثناء، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة أبحاث في واشنطن، أن أغلبية الأميركيين يؤيدون إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي يتم التفاوض بشأنه حالياً في فيينا لكن أكثرية ضئيلة ترى أن الاتفاق "لن يمنع طهران من تطوير سلاح نووي".