تحذير من «جائحتين» تضربان العالم

خبير بريطاني يدعو لوقف اللقاحات والتعايش مع الفيروس

نشر في 11-01-2022
آخر تحديث 11-01-2022 | 00:00
يابانيات يرتدين «الكيمونو» والأقنعة الواقية في طريقهن لحفل بطوكيو أمس (رويترز)
يابانيات يرتدين «الكيمونو» والأقنعة الواقية في طريقهن لحفل بطوكيو أمس (رويترز)
نبَّه العالم الفيزيائي المعروف روبرتو باتّيستون، الذي يطلق عليه لقب «عالم الرياضيات الفيروسية» من الاندفاع العام وراء الاعتقاد بأن متحور «دلتا» لم يعد سارياً، مشيراً إلى أنه «لا توجد أي أدلة على ذلك بل من المرجَّح أن يكون هذا المتحور هو المسؤول الرئيسي عن حالات الاستشفاء والعلاج في وحدات العناية الفائقة، والوفيات التي نشهدها حالياً».

وقال باتّيستون: «نحن الآن فيما يشبه المواجهة ضد جائحتين مختلفتين: واحدة بسبب متحور دلتا والثانية ناجمة عن متحور أوميكرون تتسبب في إصابات أقل خطورة، لكن سرعة سريانها غير المسبوقة قد تؤدي بنا إلى إقفال فعلي تام».

وشدَّد الاختصاصي الذي كان لسنوات مستشاراً لدى منظمة الصحة العالمية، ويشغل حالياً منسَّق «المرصد الوبائي الإيطالي»، على أن التصدي بفاعلية لهذه المرحلة المعقدة من الأزمة الصحية، يقتضي التمييز بوضوح بين الإصابات بكل من هذين المتحورين.

وأوضح أن «طغيان المتحور الجديد لا يعني أن متحور دلتا قد اختفى أو في طريقه إلى الاختفاء»، مشيراً إلى أن «البيانات الأخيرة تفيد بأن دلتا ما زال يتسبب بنسبة 20 في المئة من الإصابات الجديدة، ويواصل سريانه في جميع البلدان الأوروبية، وأنه وراء معظم الإصابات الخطيرة والوفيات».

وحذَّر من أنه «في حال عدم اتخاذ التدابير العاجلة لتعزيز قدرات أقسام الطوارئ في المستشفيات، فستتعرض المنظومات الصحية للانهيار في غضون شهر على أبعد تقدير، نظراً لوجود عدد كبير من الأوروبيين الذين لم يتلقوا اللقاح حتى الآن».

وشدَّد باتّيستون على «مخاطر تخفيف تدابير الوقاية والقيود على التنقُّل بحجة أن أوميكرون لا يتسبب في إصابات خطيرة «لأننا لا نواجه عدواً واحداً، بل نحن أمام متحورَين يختلف أحدهما كثيراً عن الآخر، والتركيز على المتحور الجديد من شأنه أن يؤدي لإعادة تنشيط دلتا الذي هو الأكثر خطورة من المتحورات التي طرأت على فيروس كورونا المستجد حتى الآن».

وتزامناً، قال خبير بريطاني رفيع المستوى بأن ظهور «أوميكرون» قد يكون الشعاع الأول من الضوء «نحو التعايش مع كورونا» كمرض متوطن. وحسب صحيفة «ذا الغارديان» البريطانية، قال عضو المجموعة العلمية لنمذجة الإنفلونزا الوبائية ببريطانيا (SPI – M)، وأستاذ الأمراض المعدية بـ»جامعة وارويك» مايك تيلدسلي: «أوميكرون يمكن أن يكون مؤشراً على أن كورونا قد يتحول إلى فيروس أقل حدة في المستقبل مشابه لنزلات البرد».

وتابع: «لم نصل إلى هذه النقطة بعد، ولكن من المحتمل أن يكون أوميكرون هو الشعاع الأول من الضوء نحو التعايش مع كورونا. إنه، بالطبع، أكثر قابلية للانتقال من دلتا، وهو أمر مقلق، لكنه أقل خطورة بكثير».

وأضاف: «نحن نأمل أن نتمكن بحلول فصل الربيع من التعايش مع كورونا كمرض متوطن وأن يصبح ذوو المناعة الضعيفة في أمان منه». في المقابل، قال الرئيس السابق لفريق عمل اللقاحات في بريطانيا الدكتور كلايف ديكس، إنه «يجب التعامل مع كورونا كفيروس متوطن شبيه بالإنفلونزا، ويجب على الوزراء إنهاء حملات التطعيم الواسعة بعد الانتهاء من الحملات المتعلقة بالجرعات التعزيزية».

ودعا ديكس، إلى إعادة التفكير في استراتيجية مواجهة «كورونا» في المملكة المتحدة، واتّباع نهج مخالف لذلك الذي تم اتباعه في العامين الماضيين والتعايش مع «كورونا» بوصفه «الوضع الطبيعي الجديد». وقال: «التطعيم الجماعي في المملكة المتحدة يجب أن ينتهي الآن».

back to top