كازاخستان تتوقع خروج القوات الروسية في غضون 10 أيام
في أعقاب التصريحات الأميركية التي طالبت بمغادرة "القوات الروسية" التي انتشرت في بلاده الغنية بالنفط، عقب اضطرابات دامية، أعلن الرئيس الكازاخستاني قاسم توكاييف، أمس، أن قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تكتّل عسكري تقوده روسيا، ستبدأ مغادرة هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى خلال يومين، مضيفا أن الانسحاب لن يستغرق أكثر من 10 أيام.وفي كلمة أمام الحكومة والبرلمان في مؤتمر عبر الفيديو بثّها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة، قال توكاييف (68 عاما) إن المهمة الرئيسية لقوات حفظ السلام "أُنجزت بنجاح، وعاد الاستقرار لجميع المناطق".وأضاف: "في غضون يومين سيبدأ انسحاب تدريجي لكتيبة حفظ السلام المشركة التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي. ولن يستغرق انسحابها أكثر من 10 أيام".
من ناحية أخرى، عزز توكاييف - على ما يبدو- موقعه بعد إعلانه دعم تولي نائب رئيس الحكومة علي خان إسماعيلوف رئاسة الحكومة، ونال ترشيحه له أمس، تأييد النواب بالإجماع، بعدما تم قبول استقالة رئيس الوزراء السابق. ورحبت تركيا بانتخاب إسماعيلوف (49 عاما)، الذي شغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في الحكومة السابقة التي أقالها توكاييف الأسبوع الماضي.كما اتهم توكاييف، أمس، مرشده القوي وسلفه نور سلطان نزارباييف، بالمساهمة في نشوء "طبقة ثريّة" تهيمن على هذا البلد الغني بالنفط وعلى سكانه. وقال: "بسبب الرئيس السابق، ظهرت في البلاد مجموعة من الشركات المربحة جدا وطبقة من الأغنياء جدا، فيما تسيطر بنات الزعيم السابق وأصهاره وأحفاده وغيرهم من الأقرباء على مناصب مهمة للغاية ومصالح اقتصادية في البلاد".وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن التقارير التي تفيد بأن نزاربايف موجود في الصين "كاذبة وعارية عن الصحة".ورداً على تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الذي تحدث فيه عن "غياب أساس" لوجود قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان، قال رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إن القيادة الأميركية تودّ ألا تكون بعثة حفظ السلام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي موجودة في كازاخستان، لكي يستمر وضع عدم الاستقرار هناك. كما أكدت السفارة الروسية في واشنطن أن برايس "يحاول تقديم نصائح بشكل غير معقول، حول كيفية استعادة النظام ومراقبة حقوق الإنسان، وهو يتناسى بشكل متعمد نتيجة التدخل الأميركي الممنهج والمتكرر في شؤون الدول الأخرى، والذي أدى إلى تدمير الاستقرار والأمن في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي في كثير من دول البلقان والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية".وفي وقت سابق، قال برايس إن قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي يجب أن تغادر كازاخستان عندما تطلب ذلك سلطات هذه الجمهورية، مضيفا أن وجودها هناك "يثير تساؤلات".ويوم الجمعة الماضي، حذّر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من أن كازاخستان ستجد صعوبة كبرى في الحد من النفوذ الروسي، قائلا: "ثمة درس من التاريخ الحديث مفاده أنه ما إن يدخل الروس بلدا ما، فإن إخراجهم يكون أحيانا أمرا بالغ الصعوبة".