تماضر الخالد: ننتقل إلى نظام اقتصادي منخفض الانبعاثات
نظمت إدارة العلاقات العامة في وزارة النفط امس حلقة نقاشية افتراضية بعنوان "اتفاقية المناخ... ما لها وما عليها"، حاضر فيها مسؤول ملف التغير المناخي في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) عبدالكريم عايد، بحضور عدد من موظفي الشؤون الفنية والاقتصادية بالوزارة، إلى جانب ضيوف من الهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية والإعلاميين.وفي بداية الحلقة النقاشية قالت مديرة العلاقات العامة والإعلام في "النفط" الشيخة تماضر الخالد ان دولة الكويت تبنت ضمن استراتيجية 2040 خفض الانبعاثات الضارة والتحول نحو استخدام الطاقة المتجددة، حيث تم إقرار خطط وبرامج التنمية المستدامة على المستوى الوطني من أجل الانتقال إلى نظام اقتصادي منخفض الانبعاثات من الكربون.وأشارت الخالد إلى أن الجهود الكبيرة التي يقوم بها القطاع النفطي الكويتي في خفض معدلات حرق الغاز والتي وصلت إلى نسب متدنية جدا خلال الاعوام الماضية تعتبر انجازاً تاريخياً للحفاظ على البيئة الكويتية، مبينة أن تدشين مشروع استيراد الغاز الطبيعي المسال في منطقة الزور يعتبر كذلك من المشاريع الواعدة التي تخفض الانبعاثات الضارة وتفتح مجالات أوسع نحو التحول إلى الطاقة النظيفة المتمثلة في الغاز الطبيعي.
وأشادت بحرص وزارة النفط على عقد العديد من الحلقات النقاشية التي تغطي جميع المجالات النفطية والاقتصادية لتحقيق المنفعة العامة وتحسين الوعي النفطي عبر مشروع الثقافة البترولية، لاسيما من خلال ندوات خاصة للباحثين والمتخصصين ومسؤولي الشركات والمؤسسات والوزارات في الكويت بجميع مستوياتهم.من ناحيته، قال مسؤول ملف التغير المناخي في "أوابك" عبدالكريم عايد إنه في ظل الاهتمام العالمي المتصاعد بقضايا التغير المناخي على الصعيد الدولي بشأن تطورات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ منذ "ريو" تم عقد مؤتمر الأطراف السادس والعشرين في مدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة خلال نوفمبر الماضي، وجاء انعقاده بعد توقف سنة بسبب جائحة كورونا وتحت ظروف أمنية وضوابط صحية وتحديات غير مسبوقة لم تعهدها الوفود التفاوضية من قبل، وعلى مدار أسبوعين من المفاوضات، أسفرت القمة عن مجموعة من القرارات من أهمها ميثاق غلاسكو للمناخ، والطلب من الدول الأطراف إعادة النظر في تعهداتها المتعلقة بالمناخ بحلول نهاية عام 2022. وأضاف عايد ان اتفاقية غلاسكو للمناخ "كوب 26" من شأنها المحافظة على استمرار الآمال الدولية في تجنب أسوأ آثار الاحتباس الحراري، مشيراً إلى أن هذا الميثاق بحث الدول التي لم تقم بتحديث مساهمتها وتنفيذ تعهداتها، فضلاً عن ترحيب الميثاق بآخر تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).ولفت إلى ان العالم اليوم أسخن بمقدار 1.1-1.2 درجة مئوية عما كان عليه في عصر ما قبل الصناعة، وإن الاحترار الذي يتجاوز 1.5 درجة مئوية سيؤدي إلى مزيد من موجات الجفاف المدمرة ونقص المحاصيل.وأوضح أن قمة "كوب 26" استعرضت أهم المبادرات، المتمثلة في تعهدات إزالة الغابات، والتعهد العالمي بشأن غاز الميثان والتخلص التدريجي من الفحم، مبيناً أن مبادرة المملكة العربية السعودية الشرق الأوسط الأخضر وتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون كآلية تساهم في معالجة الانبعاثات الكربونية. كما استعرض الفعاليات التي عقدت على هامش أعمال مؤتمر الأطراف، وكذلك مواقف المجموعات التفاوضية حيال مختلف القضايا محل التفاوض، مشيراً إلى أن لتلك الاتفاقية تبعات وتأثيرات على الصناعة البترولية.وفي ختام الحلقة استعرض عايد أهم القضايا التي كانت محوراً للخلاف، والمتمثلة في المبالغ المخصصة لمساعدة الدول الأكثر فقرا على خفض انبعاثاتها ومسألة تمويل المناخ، ومساعدة الدول النامية بمبلغ 100 مليار دولار، حيث أربك المشهد التفاوضي الثقة بين الدول النامية والمتقدمة.