نقلت صحيفة بوليتكو الأميركية عن مسؤولين أميركيين وأوكرانيين أن واشنطن ستنقل سراً أسلحة بينها أنظمة رادار وبعض المعدات البحرية، بقيمة 200 مليون دولار، إلى كييف، في خضم مواجهة متوترة مع روسيا.

وقال مستشار للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للصحيفة إن الأوكرانيين أُبلغوا بالمساعدات المقبلة الشهر الماضي، مضيفاً أنه "نظراً إلى أن الاستخبارات الأميركية تشير باستمرار إلى أن روسيا قد تشنّ غزوا شاملاً، باستخدام كل قوتها العسكرية، فإن هذه المساعدة ستسمح لنا بإلحاق أضرار إضافية بروسيا، لكنها لن تغيّر النتيجة بشكل كبير".

Ad

وكشفت "بوليتكو" أن "الموافقة على مبلغ 200 مليون دولار جاءت ضمن سلطات الرئيس جو بايدن، التي تخوله أن يطلب من وزير الدفاع تسليم مواد من مخزون البنتاغون الحالي إلى دولة معرّضة للخطر".

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها بايدن سلطاته لإرسال مساعدات، ففي أغسطس 2021، ألزم الرئيس بلاده بإرسال 60 مليون دولار كمساعدات مماثلة لكييف.

وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ "بوليتكو" أن واشنطن قدمت المساعدات الدفاعية لأوكرانيا، وستواصل القيام بذلك في الأسابيع والأشهر المقبلة من خلال مجموعة من الآليات، بما في ذلك مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية.

وكشفت الصحيفة أن دولا أخرى أرسلت بعض المعدات لمساعدة أوكرانيا. ففي ديسمبر الماضي، أفادت أنباء بأن إستونيا كانت تدرس نقل صواريخ "غافلين" المضادة للدبابات ومدافع "هاوتزر" عيار 122 ملم إلى كييف، لكنها كانت تنتظر موافقة الولايات المتحدة.

تغيير المناخ

من ناحيتها، أفادت صحيفة تليغراف البريطانية، بأن "الرئيس الأميركي طلب من علماء المناخ في إدارته إعداد تقرير عن إمكان وقوع غزو روسي لأوكرانيا، بعدما قيل أن الطقس الحار ساهم في تعطيل خطط الرئيس بوتين".

ونقلت "تليغراف" عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن "البداية الدافئة لفصل الشتاء في شرق أوروبا، ربما تجبر الكرملين على التراجع عن تنفيذ خطط الغزو البري، على الأقل حتى بداية الشهر المقبل، وهو ما دفع الإدارة إلى تشكيل فريق من علماء المناخ، لدراسة الطقس في أوكرانيا، وآثاره على عملية توغل روسية محتملة".

ونقلت "تليغراف" عن خبراء عسكريين، إن "روسيا حشدت جنودها، حيث يكونون مستعدين لبدء الغزو شرق أوكرانيا مع بداية فصل الشتاء، والظروف المتجمدة، المعتادة في هذه الأحوال، بما يسمح لآلياتها ودباباتها بحرية الحركة".

محادثات بروكسل

سياسياً، وبعد فشل مبدئي لحوار جنيف بين موسكو وواشنطن حول الضمانات الأمنية التي طالب بها الرئيس الروسي بوتين، أجرى أمس، ممثلون لـ "الناتو" وروسيا محادثات أمنية عالية المخاطر في بروكسل.

وخلال مؤتمر صحافي عقده في أعقاب الاجتماع، أعلن الأمين العام لـ "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف وروسيا أكدا نيتهما مواصلة الحوار، واتفقا على استئناف عمل بعثتيهما الدبلوماسيتين في موسكو وبروكسل على التوالي.

وقال: "طالبنا روسيا بالتوقف عن الأفعال الخبيثة ضد حلفائنا، وعبّرنا عن مخاوفنا من الحشد العسكري الروسي قرب حدود أوكرانيا".

وهدد ستولتنبرغ بزيادة الوجود العسكري لـ «الناتو» بدول أوروبا الشرقية، في حال استخدمت روسيا القوة ضد أوكرانيا، مضيفا أن موسكو غير مستعدة لتحديد مواعيد لاجتماعات حول الصواريخ.

وبينما جددت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، التحذير من «تكلفة كبيرة» لأي هجوم روسي على كييف، قال رئيس وزراء لاتفيا، كريشيانيس كارينش، إن الحرب بين «الناتو» وروسيا «غير واردة»، معتبراً أن «موسكو لا تخشى قوة الناتو العسكرية، بل ديموقراطية أوكرانيا».

ومن المقرر أن تستضيف فيينا اليوم أيضاً محادثات بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

الكرملين

في غضون ذلك، قال الناطق باسم "الكرملين"، ديمتري بيسكوف، أمس، إن بلاده لا تفاوض من موقع قوة، ولا توجه إنذارات نهائية في مفاوضاتها مع الغرب.

وأضاف: "وصل الوضع ببساطة إلى هذه النقطة الحرجة فيما يتعلّق بالأمن في أوروبا والمصالح الوطنية لبلدنا، لذا فإن المخاوف التي عبّرنا عنها تحتاج إلى إجابات شافية".

كما شدّد بيسكوف من ناحية أخرى، على غياب أي علاقة بين مفاوضات بروكسل والتدريبات العسكرية التي تجريها روسيا في أراضيها.

وتطالب موسكو واشنطن وحلفاءها الأوروبيين بالتوقيع على معاهدات واتفاقات تمنع نشر أسلحة استراتيجية غربية قرب روسيا، وكذلك توقّف توسّع حلف الناتو شرقاً باتجاه موسكو.

«عقوبات كاسحة»

إلى ذلك، ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن الديموقراطيين في "الكونغرس" الأميركي، وبتوافق مع البيت الأبيض، أعدوا مشروع عقوبات على روسيا سيفرض في حال غزت الأخيرة أوكرانيا.

وأشارت إلة أن "الكونغرس" سيصوّت على المشروع هذا الأسبوع.

والمشروع الذي حصلت عليه "واشنطن بوست" قبل صدوره، سيفرض "عقوبات كاسحة" على كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين الروس، بما في ذلك بوتين وقادة آخرون.

كما سيفرض عقوبات على المؤسسات المصرفية الرئيسية، وسيستهدف الشركات في روسيا التي تقدّم أنظمة مراسلة آمنة مثل SWIFT، التي تستخدمها البنوك لتبادل المعلومات الأساسية مع المؤسسات المالية الأخرى.

وتستهدف العقوبات الأميركية أيضاً خط "نورد ستريم 2" للغاز.

كازاخستان

الى ذلك، ورغم تأكيد رئيس كازاخستان قاسم توكاييف أن القوات الروسية التي انتشرت في بلاده بعد اضطرابات داخلية غير مسبوقة ستبدأ انسحابها اليوم، واصلت واشنطن الضغط على موسكو للإسراع بسحب قواتها من هذا البلد النفطي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس: "نرحّب بإعلان الرئيس توكاييف، لكن مادامت القوات الروسية لم تنسحب، فسنستمرّ في دعوتها إلى احترام حقوق الإنسان واحترام التزامها بالانسحاب سريعاً".