سقف «فيينا» يتدنى... وإيران تدرس «اتفاقاً مؤقتاً» بلا ضمانات
في حين أظهرت بعض المؤشرات، أمس، تدني سقف التوقعات بشأن نجاح مفاوضات فيينا التي تخوضها القوى الكبرى وإيران، بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، كشف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني وحيد جلال زادة، عن عرض مجموعة «٤+١» اتفاقاً مؤقتاً خلال الجولة الثامنة من المباحثات الدائرة حالياً، مشيراً إلى أن الاتفاق «قيد الدراسة، ولم يُرفض أو يُقبل بعد».وقال زادة في تصريحات، إن «الاتفاق المؤقت ليس مثالياً لنا»، غير أن الاتفاق الدائم الذي يؤمن أقصى مصالح لإيران «بحاجة إلى بناء الثقة لتأمين مصالح الجمهورية الإسلامية»، مطالباً الدول الغربية بـ«اتخاذ خطوات مؤثرة لبناء تلك الثقة».وأكد عدم تفاؤل طهران بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاق عام 2015، مبيناً أن التوصل إلى الاتفاق المؤقت المحتمل لا يعني عودة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الاتفاق الأصلي.
وأضاف أن الاتفاق المؤقت لن يتعارض مع «قانون الإجراء الاستراتيجي للبرلمان» الذي يفرض على حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي تسريع وزيادة عمليات تخصيب اليورانيوم. وفي وقت مثّلت تصريحات النائب الإيراني أول تأكيد رسمي لطرح الاتفاق المؤقت بالمفاوضات، علمت «الجريدة»، من مصدر إيراني مطلع، أن العرض يتضمن رفع واشنطن العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب تدريجياً لمدة عامين، بالتزامن مع وقف طهران جميع أنشطتها خارج إطار «الاتفاق النووي» والدخول في مفاوضات مباشرة لحلحلة الخلافات المعقدة.ولفت المصدر إلى أن الروس تلقفوا العرض الأميركي بترحيب، لكنّ طهران تتوجس من أي تفاهم مؤقت يجعلها «تسقط بفخ تنازلات» مقابل تعليق عقوبات يمكن إعادتها بسهولة.وأشار المصدر المواكب للوفد الإيراني في فيينا إلى أن العرض المؤقت يعود بالبرنامج النووي الإيراني إلى ما كان عليه قبل انسحاب ترامب عام 2018، في حين أن الإجراءات الأميركية ستظل «حبراً على ورق» يمكن العدول عنها بجرّة قلم دون أي ضمانات.وأوضح أن البعض في حكومة رئيسي يعتقدون أنه من الأفضل قبول العرض الأميركي والدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن، لأن المفاوضات عبر الوسطاء لن تجدي نفعاً.وفي مؤشرات على المضي باتجاه «بناء الثقة»، أطلقت السلطات الإيرانية سراح موظفة المجلس الثقافي البريطاني آراس أميري، وسمحت لها بالسفر إلى المملكة المتحدة، في وقت أعلنت كوريا الجنوبية أن واشنطن أصدرت تصريحاً خاصاً يتيح لها دفع تعويضات لتسوية منازعات مع عائلة تجارية إيرانية عبر النظام المالي الأميركي.وأمس الأول، شدّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على أنّه «قد يكون حصل تقدّم في المفاوضات خلال شهر ديسمبر الماضي، لكنّنا لا نزال بعيدين» عن إنجاز مهمة إحياء اتفاق 2015، لأن المفاوضات بطيئة جداً.