اعتبرت روسيا أن فرض الولايات المتحدة عقوبات على الرئيس فلاديمير بوتين سيكون تجاوزاً للحدود، وألمّحت مجدداً إلى استخدام "الحل العسكري" في حال رفض الغرب مبادرة الضمانات الأمنية التي اقترحها بوتين لخفض التوتر حول أوكرانيا ووقف توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) باتجاهها.

وبعد فشل الاجتماع الأميركي ــ الروسي في جنيف، والروسي ــ الأطلسي في بروكسل، أطلق مسؤولون روس على كل المستويات تصريحات تلمّح إلى التصعيد.

Ad

وقال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين، إن تجاهل الحلف لمقترحات روسيا الأمنية يهيئ الظروف لوقوع "حوادث وصراعات"، بينما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الخبراء العسكريين يعرضون على بوتين خيارات للتعامل مع تدهور محتمل للوضع حول أوكرانيا.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو الأكثر وضوحاً بالتلويح بحل عسكري، وقال في مؤتمر صحافي مطول أمس الأول، "هناك مجموعة من الإجراءات العسكرية التقنية المشروعة التي سنستخدمها، إذا كان لدينا شعور بخطر حقيقي على أمننا، ونحن نشعر به الآن".

واضاف: "إذا كان الحلف الأطلسي يفتش عن نقاط الضعف في نظام الدفاع الروسي، فإن روسيا ستبحث أيضاً عن نقاط الضعف في منظومته".

ثكنات ومناورات

من ناحيته، رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، مطالبة واشنطن للقوات الروسية المتشرة قرب الحدود الروسية ـ الأوكرانية بالعودة إلى ثكناتها، وقال إن موسكو ليست مستعدة حتى لمناقشة هذا المطلب "غير المقبول".

وبعد أيام من إعلان موسكو عن مناورات برية مفاجئة غرباً، أفاد المكتب الصحافي لأسطول المحيط الهادئ الروسي، بأن مجموعة من السفن الحربية الروسية والهندية ستنفذ تدريبات "باسيكس" الثنائية في منطقة ميناء كوشين الهندي.

معاقبة بوتين

من ناحية أخرى، اعتبر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس، أن فرض "عقوبات على رئيس دولة، سيكون إجراء يتجاوز الحدود، وسيكون بمنزلة قطع العلاقات" بين البلدين.

وكان بيسكوف يشير إلى اقتراح قانون أقره الأعضاء الديموقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي ينصّ على فرض عقوبات على بوتين في حال هاجمت بلاده أوكرانيا.

كما ينص اقتراح القانون الذي يحمل عنوان "الدفاع عن سيادة أوكرانيا" على فرض عقوبات القطاع المصرفي الروسي ومسؤولين عسكريين بارزين.

تفاوض تحت الضغط

وقبيل اجتماع في فيينا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مع روسيا هو ثالث لقاء في سلسلة محادثات غربية ــ روسية تهدفة إلى محاولة نزع فتيل خطر حدوث نزاع في أوكرانيا،

اعتبر المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على هامش اجتماع غير رسمي مع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في منطقة بريتاني غرب فرنسا، أمس، أن تحركات القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا تُعتبر "جزءاً من الضغط" الذي تمارسه موسكو للحصول على مطالبها، لكن "من غير الوارد التفاوض تحت الضغط" بشأن أوكرانيا.

الانسحاب من كازاخستان

من ناحية أخرى، أكد الكرملين، أن الرئيس الروسي بحث هاتفياً، مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف المسائل المتعلقة ببدء عملية الانسحاب المنسق لقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا من كازاخستان اعتباراً من أمس.

وأُقيمت صباحاً في ألماتي، العاصمة الاقتصادية لكازاخستان، مراسم رسمية تجمع الجنود الذين شاركوا في العملية تحت قيادة موسكو.

وقال الجنرال الروسي أندري سيرديوكوف، إن "عملية حفظ السلام انتهت، والمهام أُنجزت".

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن هذه القوات "بدأت تحضير معدّاتها العسكرية والتقنية لنقلها إلى طائرات سلاح الجوّ الروسي بهدف العودة إلى قاعدتها الدائمة".

وبدأت القوات الروسية أيضاً بتسليم البنى التحتية والمباني والمرافق الحيوية التي كانت تؤمّن حمايتها منذ بضعة أيام، إلى السلطات الكازاخستانية.