في أحدث تصعيد للتوترات بين القوتين، رفضت روسيا، أمس، "مزاعم لا أساس لها" من قبل الولايات المتحدة بأنها اطلقت عملية "الراية المزيفة"، في شرق أوكرانيا، باستخدام مجموعة من العملاء السريين الخاصين، في وقت أنحت كييف باللائمة على موسكو في هجوم إلكتروني على وزاراتها.وكانت الحكومة الأميركية اتهمت، أمس الأول، روسيا بالتخطيط لاستخدام عملاء سريين لتنفيذ عمليات "تخريب" تهدف إلى إيجاد "ذريعة" لعملية غزو.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن "روسيا نشرت مجموعة من العملاء داخل أوكرانيا، لشن هجوم يكون ذريعة لدخول قواتها"، مشيرة إلى "أننا نمتلك معلومات تشير إلى أن موسكو تعمل على خلق ذريعة لاجتياح محتمل لأوكرانيا".من ناحيتها، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، خلال شرحها المعلومات الاستخبارية، "لدينا معلومات تشير إلى أن روسيا وضعت بالفعل مسبقا مجموعة من العملاء السريين المدرّبين على حرب المدن واستخدام المتفجرات لتنفيذ عملية الراية المزيفة، ضد قوات تعمل بالوكالة لمصلحة روسيا في شرق أوكرانيا".وتابعت ساكي أن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن روسيا يمكن أن تبدأ تلك العمليات قبل أسابيع من الغزو العسكري الذي قد يبدأ بين منتصف يناير وفبراير.ووصفت السفارة الروسية في واشنطن اتهامات الحكومة الأميركية بأنها "مروعة"، وأضافت "كالعادة، لم يتم تقديم أي دليل"، داعية إلى التوقف عن "ضغوط المعلومات المستمرة" والتحرك.
هجوم سيبراني
جاء ذلك بعد ساعات على تعرّض 70 موقعا إلكترونيا حكومياً في أوكرانيا لهجوم معلوماتي كبير، لا تزال ملابساته مجهولة. وأعلنت كييف أن لديها "مؤشرات أولية" على توّرط محتمل لأجهزة الاستخبارات الروسية في الهجوم.وبعد إدانة الاتحاد الأوروبي الهجوم وتأكيده أن "كل الإمكانات حُشِدت لمساعدة كييف"، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، نية الحلف توقيع اتفاق مع أوكرانيا لتعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الهجمات السيبرانية.ونشر مدبّرو هذا الهجوم رسالة تهديد بالأوكرانية والروسية والبولندية على الصفحة الرئيسية لموقع وزارة الخارجية الأوكرانية.وجاء في الرسالة المرفقة برموز عدة، بينها علم أوكراني مشطوب "أيها الأوكرانيون، تهيّبوا وتحضّروا للأعظم. فكلّ بياناتكم الشخصية قد حُمّلت من الشبكة".وبعد هذا الحادث أعلنت روسيا أنها فككت مجموعة "ريفيل" للقرصنة التي تعد الأكثر خطورة من حيث برامج الفدية، بناء على طلب أميركي. وأشادت مسؤولة أميركية بالاعتقالات، لكنها فصلت القضية عن التوترات في أوكرانيا.18 سيناريو
الى ذلك، قالت نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إن إدارة الرئيس جو بايدن "حضرت 18 احتمالا للرد في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا ستسبب في ألم حاد بشكل سريع إذا اتخذت روسيا أي خطوة عدوانية".من ناحيتها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة "ستقدم المساعدة لأوكرانيا في حال هجوم روسيا عليها من خلال تدريب عسكريين أوكرانيين على أراضي دول في شرق أوروبا حليفة لـ "الناتو"، وخاصة بولندا ورومانيا وسلوفاكيا".في المقابل، تبلغت واشنطن من بعض شركات الطاقة أن البدائل المتاحة للغاز قليلة في حال انقطعت إمدادات روسيا الى أوروبا، خلال اجتماع بين الطرفين لبحث تداعيات اندلاع نزاع بين روسيا وأوكرانيا.تزامناً، نقلت صحيفة فورين بوليسي عن مسؤول أميركي رفيع المستوى تأكيده أن "إدارة الرئيس جو بايدن تخطط لمواجهة مع روسيا بمجلس الأمن في حال غزو أوكرانيا"، مشيرا إلى أن "واشنطن كانت تقوم بالفعل بإطلاع الحلفاء الرئيسيين في أوروبا وفي مجلس الأمن على الأنشطة الروسية، وتستعد لمواجهة عامة محتملة".«الحزام العظيم»
وفي خطوة غير معتادة، أعلن الجيش السويدي أنه نشر عربات مدرعة وعشرات من العسكريين المسلحين في شوارع مدينة فيسبي الساحلية على جزيرة غوتلاند المطلة على بحر البلطيق، رداً على "النشاط الروسي" المتزايد في المنطقة.وجاءت الخطوة بعد أن أبحرت 3 سفن إنزال روسية في بحر البلطيق عبر مضيق "الحزام العظيم" في الدنمارك الأسبوع الماضي، وسط تصاعد التوتر بين روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.وصرَّح وزير الدفاع بيتر هولتكفيست، بأنّ "القوات المسلحة تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية سلامة بلدنا، وإظهار قدرتنا على حماية المصالح السويدية".وتتعاون النرويج والدنمارك وأيسلندا الأعضاء في "الناتو"، والسويد وفنلندا الشريكتان للحلف من دون عضوية، بشكل وثيق فيما يتعلق بالأمن الإقليمي.