وصفت الأستاذة المشاركة في قسم علم النفس كلية العلوم الاجتماعية د. نعيمة طاهر، الشخص الذي يلقي النفايات والقمامة في الشارع أو في الأماكن غير المخصصة لها بأنه "غير سوي" من ناحية النظافة الشخصية، إذ يقوم بسلوك غير صحي اجتماعياً وليس مقبولاً حضارياً، كما يمكن أن يصنف بأنه من مستسهلي الأمور، فلا يأخذ الأمور على محمل الجد.وقالت طاهر لـ"الجريدة"، إن هناك قوانين تجرّم مثل هذه التصرفات غير الحضارية، داعية البلدية والهيئة العامة للبيئة لأن تكون أكثر حزماً في تطبيق قانون النظافة لردع هؤلاء، الذين يسيئون إلى المظهر العام والصحة والبيئة.
واستغربت التزام هؤلاء الأفراد عند السفر لدول أخرى بالنظام والتقيد بسلوكيات النظافة التي قد لا يقوم بها في وطنه، لكن خوفاً من القوانين في تلك البلاد، التي تجرم رمي المخلفات في الشارع، متسائلة "لماذا يخاف الشخص من العقوبة التي تصل لغرامات فورية ويلتزم بالسلوكيات التي يجب أن تكون طبيعية ونابعة من رغبته في الحفاظ على نظافة أي مكان يوجد فيه؟.
حب الوطن
وتابعت: الرادع يجب أن يكون نابعاً من حبك لوطنك، فكلمة أنا نظيف لاتعني أن ملابسي نظيفة ورائحتي جميلة فقط، بل النظافة بمفهومها الواسع تبدأ من نظافة القلب من الحقد والحسد واللسان من النطق بأذية الآخرين والمكان الذي تسكن فيه ولا أقصد بهذا المنزل فقط بل أقصد الشارع والمنطقة والدولة، فالنظافة سلوك وفعل.وأردفت طاهر، أن جميع المجتمعات تعاني هذه المشكلة مهما كانت متحضرة أو متقدمة لأنها سلوكيات شخصية وفردية، مستطردة أنه من السهل جداً إلقاء القمامة في الشارع لكن الالتزام بالبحث عن المكان المخصص لإلقاء القمامة يعتبر مسؤولية، لافتة إلى أن من يعتاد في منزله على النظافة والترتيب سيحافظ على نظافة أي مكان يوجد فيه وإن لم يجد حاوية قمامة فسيوفر كيساً في سيارته يجمع فيه النفايات وعند وصوله لمنزله سيلقيه في صندوق القمامة.وقالت: دائماً نقول لرواد الحدائق والشواطئ حافظوا على نظافة هذه الأماكن حتى تستمتعون بها في كل مرة تزورونها، وأي سلوك يقوم به الشخص هو عنوان ودلالة على شخصيته وتربيته.مسؤولية الجميع
وفيما أكدت أن البلدية لم تقصر في توفير صناديق وحاويات القمامة، أوضحت أنها من مشاهداتها ترى منظراً غير حضاري وتستغرب هذا التكاسل من البعض في وضع أكياس القمامة داخل هذه الصناديق والحاويات، متسائلة لماذا عدم تحمل المسؤولية؟ فنظافة الشارع والمنطقة ومحيط المنزل هي مسؤولية الجميع.ورأت طاهر، أن إلقاء أكياس القمامة خارج الحاويات أو بجوارها على الأرض يؤكد أن هناك مشكلة أخلاقية وسلوكية كبيرة، فليس هناك سبب أو تفسير منطقي لهكذا تصرف، الذي يؤدي لظهور مشكلات صحية ويساهم في تجمع وتكاثر القوارض، مردفة: وخلال في هذه الفترة سمعنا جميعاً عن انتشار القوارض والفئران والسبب في هذا هو الإهمال في النظافة والتكاسل في الالتزام برمي النفايات في أماكنها المخصصة.ودعت الجميع إلى الالتزام بسلوكيات النظافة العامة، مؤكدة أن النظافة من الإيمان كما يحثنا ديننا الإسلامي.