اختراق جوي واسع غرب إيران بمقاتلات ومُسيّرات
● «بورصة» مفاوضات فيينا تتراجع... وخلافات حول العلاقة مع موسكو تسبق زيارة رئيسي
في حدث أمني يبدو أنه متصل بالأجواء الإيجابية التي تمت إشاعتها بشأن مفاوضات فيينا النووية، خرقت مقاتلات مجهولة الأجواء الإيرانية من جهة الغرب، في حادث لم تُقر به السلطات في طهران، والتي أرجعت أصوات الانفجارات العنيفة الناتجة عن خرق جدار الصوت من الطائرات المتسللة إلى الرعد.
بينما سجلت مفاوضات فيينا حول ملف إيران النووي تراجعاً في منسوب التفاؤل، بعد أجواء إيجابية أثارتها خصوصاً تقارير إيرانية، أفادت المعلومات بأن سبب الانفجارات المدوية التي سُمعت في غرب إيران، هو اخترق جوي كبير للأجواء الجوية الإيرانية من ناحية إقليم كردستان العراق. وأوضح مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة»، أن طائرات مقاتلة يرافقها سرب من الطائرات المُسيّرة التي كانت تحلّق على مستوى منخفض وتقوم بالتشويش على أجهزة الرادار الإيرانية، اخترقت الحدود، إلا أن الجدار الثاني من أجهزة الرادار الإيرانية تمكّن من رصد التسلل وإطلاق الدفاعات الجوية وإسقاط المسيّرات، مما دفع المقاتلات الى الانسحاب وكسر جدار الصوت، وهو ما تسبب في دويّ الانفجارات التي سُمعت في عدة مدن إيرانية. وأظهرت مقاطع مصورة نشرها ناشطون على «تويتر» مدفعاً مضاداً للطائرات خلال تصديه لما قالوا إنها طائرات مسيّرة. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، بعد ساعات، أن الأصوات المدوية ناجمة عن «صواعق رعدية». ونقل عن مصدر بالقوات المسلحة نفيه أن يكون لـ «الأصوات المسموعة علاقة بأنشطة القوات الصاروخية واختبار منظومات الدفاع الجوي»، مضيفاً «لا صحة للأنباء عن وقوع عمليات تخريب وهجوم أجنبي».
لكنّ تبريرات السلطات الايرانية لم تعد تقنع أحداً حتى لو كانت صحيحة، بعد أن فقدت الروايات الرسمية صدقيتها باستخدامها التضليل في التعامل مع سلسلة حوادث، بدءا من إسقاط الطائرة الأوكرانية في يناير 2020 بصاروخ للحرس الثوري عندما حاولت الرواية الرسمية التستر على مسؤولية «الحرس»، وصولا الى انفجار وقع في منشأة نطنز النووية العام الماضي نفت السلطات في البداية وقوعه. ومع عودة التوتر، نشر موقع سيبر شافارات المختص بتحليل البيانات الاستخباراتية والاستطلاعية قائمة تضم 7 منشآت استراتيجية إسرائيلية، قال إنه قد تستهدفها إيران رداً على هجوم محتمل من قبل إسرائيل على منشآتها الذريّة.وتضمنت المواقع السبع مركز الأبحاث النووية في «ديمونا»، الذي يضم منشآت خاصة بإنتاج البلوتونيوم وبنى تحتية أخرى خاصة بالأسلحة الذرية، إضافة إلى منشأة تيروش التي تعد أول موقع لتخرين رؤوس حربية استراتيجية منها رؤوس نووية في إسرائيل.وقدّر التقرير فرص نجاح الانتقام الإيراني المفترض بصواريخ من نوع «دزفول» و»الحاج قاسم» بأكثر من 85 بالمئة. وبالعودة الى مفاوضات فيينا التي تحولت التقارير بشأنها إلى ما يشبه حركة البورصة، رأى منسق الاتحاد الأوروبي في المفاوضات، إنريكي مورا، أن النجاح في إحياء الصفقة النووية، التي انسحب منها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2015، لا يزال غير مؤكد.ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات، اليوم، على مستوى رؤساء الوفود المشاركة فيها، في إطار الجولة الثامنة، بعد أن توقّفت على هذا المستوى، مساء الجمعة الماضية، لتوجه كبار المفاوضين إلى عواصمهم للتشاور. وذكرت وكالة نور نيوز المقرّبة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أمس، أنه «ما لم يتم الاتفاق على كل شيء، فلن يحصل اتفاق على أي شيء». من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ضرورة اعتماد «الحل السياسي» لإنهاء الأزمة السورية، وهاجم الوجود الأميركي العسكري «غير المشروع» على الأراضي السورية، وكذلك هجمات إسرائيل التي وصفها بـ «العنصر المعرقل لمسيرة الحل السياسي للأزمة».جاء ذلك خلال لقاء المبعوث الأممي الخاص بالشأن السوري غير بيدرسون في طهران.في هذه الأثناء، ذكرت تقارير روسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستضيف نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في موسكو خلال الأيام المقبلة لإجراء محادثات بينهما، لكنّ عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، محمود عباس مشكيني، كشف أن «توقيع وثيقة التعاون الطويلة الأمد بين طهران وموسكو ليس ضمن أجندة الزيارة»، التي يفترض أن تُجرى في الأيام القليلة المقبلة.وعلّق مصدر إيراني على تصريحات مشكيني معتبراً أن الخلافات حول توقيع اتفاقية مماثلة لصفقة ربع القرن مع الصين داخل دوائر النظام لا تزال كبيرة، مشيراً الى الانتقادات الواسعة التي وجهت لموسكو بعد تصريحات ممثلها في مفاوضات فيينا.