ذكر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، في تقرير نشره قبل أيام، أن «ميليشيات مسلمة» قد تتشكل من متطوعين من تتار شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من طرف واحد في 2014، أو من دول الاتحاد السوفياتي السابق، ستكون قوة قتال «فعالة» إذا غزت روسيا أوكرانيا.

ونقل التقرير عن أحد المقاتلين المسلمين، الذي عرّف نفسه بالاسم الحركي «نينجا»، قوله إنه كان يقاتل على الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا ضد الانفصاليين الموالين لروسيا منذ عام 2015 حتى وقت متأخر من هذا الصيف، كمتطوع مع جماعة «القطاع الأيمن»، وهي حركة سياسية يمينية قومية أوكرانية متطرفة ذات ميول نازية، قبل ترحيله من قبل السلطات لأن تأشيرته انتهت. ولفت الموقع إلى أن المقاتلين المسلمين مثل «نينجا»، على الرغم من حرصهم على محاربة الروس، أثاروا قلقاً إضافياً لدى السلطات الأوكرانية التي تقدم نفسها كدولة غربية مسؤولة ترغب بالانضمام الى حلف شمال الأطلسي «الناتو» والاتحاد الأوروبي، لذلك تم دمج معظم وحدات المتطوعين في الجيش النظامي والحرس الوطني.

Ad

وينقل التقرير عن أحد المتطوعين السابقين الذي لا يزال يقاتل في شرق أوكرانيا كجندي نظامي، أن تشكيل «وحدة مسلمة» سيكون أمراً مناسباً، إذ سيمنع الكحول في صفوفها، وستمنح طعاماً حلالاً، كما ستكون أكثر فعالية.

كما نقل عن أحد تتار القرم قوله انه مستعد لقتال الروس بشرط واحد هو تشكيل «ميليشيا مسلمة». وكشف رجل الدين المسلم يفين هلوشينكو الذي يعمل مع الجيش الاوكراني كمرشد ديني للجنود المسلمين أن كييف رفضت بالفعل مناشدات من التتار لتشكيل وحدة عسكرية مسلمة.

وأوضح التقرير أن أوكرانيا على الرغم من أنها بلد مسيحي أرثوذكسي فإنها موطن لتتار القرم، وهم مجموعة عرقية تركية مسلمة يبلغ تعدادها نحو 280 ألفا، وتشكل نحو 12 في المئة من السكان. وكان التتار في مرمى نيران موسكو، وتم ترحيلهم من القرم من الدكتاتور الشيوعي الراحل جوزيف ستالين عام 1944، وبدأوا فقط العودة من معسكرات العمل بآسيا الوسطى في ثمانينيات القرن الماضي، وهذه الذكريات المرة والتوترات الأخيرة جعلت التتار خصوما أشداء لموسكو.

*روسيا: الوضع على حدود أوكرانيا خطير جداً على أوروبا من ناحيته، أكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، أن الوضع على الحدود الأوكرانية "شديد التوتر وخطير جدا على القارة الأوروبية، ولهذا السبب بالذات تنتظر روسيا ردا مباشرا على مخاوفها وعلى الضمانات الأمنية التي كانت قد طلبتها"، مشيراً إلى أن "واشنطن لم تقدم أي دليل على مزاعمها بشأن تخطيط موسكو لتصعيد الوضع".

ونفى بيسكوف أي علاقة لروسيا بالهجمات السيبرانية التي تعرّضت لها مؤسسات أوكرانية حكومية، قائلاً: "اعتدنا أن الأوكرانيين يلومون روسيا في كل شيء، حتى سوء الأحوال الجوية".

في وقت سابق، قال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو، إن كييف لديها "مؤشرات أولية تؤكد ضلوع مجموعات من القراصنة المرتبطين بالاستخبارات الروسية في الهجوم السيبراني الواسع النطاق الذي استهدف نحو 70 من وزاراتنا ومؤسساتنا".

من ناحيته، قال السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف، في مقابلة مع مجلة "نيوزويك" الأميركية، إن "التوسع المحتمل للناتو شرقا، يمثل أحد أخطر التهديدات للأمن القومي الروسي، إذ تتقلص بذلك المدة الزمنية لبلوغ صواريخ الناتو أراضينا". ورغم النفي الروسي لأي تعزيزات إضافية على الحدود، أفاد المكتب الصحافي للجيش الأوكراني، بأن الانفصاليين المدعومين من روسيا يكدسون الأسلحة في مناطق شرقي أوكرانيا، في انتهاك لـ "اتفاق مينسك" للسلام لعام 2015. وفي برلين، حذر فريدريش مرتس، الرئيس المعين للحزب المسيحي الديموقراطي، من استبعاد روسيا من نظام المعاملات المصرفية الدولي "سويفت". وقال: "وضع سويفت في محل تساؤل يمكن أن يكون بمنزلة قنبلة نووية لأسواق رأس المال وبالنسبة لتداول السلع والخدمات".