حذّر الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، من أن أي مواجهة بين القوى الكبرى ستحمل «عواقب كارثية»، مشدّدا على «ضرورة تخلي العالم عن عقلية الحرب الباردة، والخطاب الذي يغذي الكراهية والتحيز»، وذلك في خطاب توجّه فيه إلى قادة العالم خلال منتدى دافوس الذي يُعقد عبر الإنترنت.وللعام الثاني على التوالي، ينظّم المنتدى الذي يجمع قادة العالم السياسيين وأبرز رجال الأعمال، على الإنترنت، على خلفية تفشي «كورونا».
واستهل شي أعمال المنتدى بخطاب يشبه إلى حد كبير ذلك الذي ألقاه عبر الإنترنت العام الماضي.وقال وفق الترجمة الرسمية للخطاب الذي تم بثّه عبر الإنترنت «يجب أن ننحي جانبا عقلية الحرب الباردة، وأن نسعى جاهدين من أجل التعايش السلمي وعلاقة التواصل المتبادل. عالمنا اليوم ليس هادئا بأي حال من الأحوال، فالخطابات تنتشر وتتصاعد الكراهية والتحيز».وأضاف: «تصرفات بعض الدول والدوائر تعرّض الأمن والسّلم العالميين للخطر. التاريخ يؤكد مرارا وتكرارا أن المواجهة لا تحل المشكلة، بل يمكن أن تكون لها عواقب كارثية».وتابع: «القوارب الصغيرة قد لا تنجو من عاصفة، لكنّ السفينة العملاقة قوية بما يكفي لمواجهة العاصفة».وأوضح: «أظهرت الحقائق مجددا، أنه في خضم السيول الجارفة لأزمة عالمية، لا تستقل الدول حوالي 190 قاربا صغيرا بشكل منفصل، بل تستقل كلها سفينة عملاقة يتوقف عليها مصيرنا المشترك».وحذّر شي من الحمائية والأحادية وسياسات القوة، وهي الكلمات التي تستخدمها الصين عادة للإشارة إلى الولايات المتحدة.وإذ قدّم نفسه على أنه مدافع عن التعددية، محذّراً من تداعيات تدهور العلاقات بين القوى الكبرى، نبّه شي إلى «الدوائر الحصرية الصغيرة أو السياسات التي تعتمد على الكتل التي تستقطب العالم»، في إشارة واضحة إلى التحالفات لمواجهة الصين، التي يروج لها الرئيس الأميركي جو بايدن في أوروبا وآسيا.ومن دون ذكر اسم أميركا، انتقد شي «مفهوم الأمن القومي لكبح التقدم الاقتصادي والتكنولوجي الذي تحرزه دول أخرى».وقال إنه يتم تسييس القضايا الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية أو استخدامها كأسلحة، وذلك يقوّض جهود مواجهة التحديات المشتركة»، مطالبا «بتعددية أطراف حقيقية».وأضاف: «ينبغي علينا التماشي مع تيار التاريخ، والعمل على صيانة الاستقرار للنظام الدولي وتكريس القيم المشتركة للبشرية، والدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ومن المطلوب الالتزام بالحوار والشمولية بدلا من المجابهة والإقصاء، ورفض الأحادية والحمائية والهيمنة وسياسة القوة بأي شكل من الأشكال».وأشاد ببلاده، حيث ظهر الوباء للمرة الأولى، على اعتبارها قصة نجاح نادرة من نوعها في التعامل مع الوباء والقوة الاقتصادية الكبيرة الوحيدة التي تواصل تسجيل نمو قوي.وطالب الرئيس الصيني الاقتصادات الكبرى في العالم «بعدم التوقف أو التراجع عن السياسات النقدية» لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.وأشار إلى أنه «ستكون هناك تداعيات سلبية خطيرة»، مشيرا إلى أن الدول النامية ستتحمل العبء الرئيسي.وقال الرئيس الصيني إن دولته على ثقة تامة بتنميتها الاقتصادية، وإن الزخم العام للاقتصاد يبدو سليما.وأضاف أن الصين ستواصل الإصلاحات والانفتاح.
دوليات
الرئيس الصيني: عواقب كارثية لأي مواجهة عالمية
18-01-2022