النائحة هي المرأة المستأجرة للبكاء على الموتى، أما الثكلى فهي تبكي حبيباً فقدته كالأب أو الابن أو الأخ أو الزوج، ولا شك أن البكاء يختلف في الحالتين، فالنائحة لا تعرف الميت ولا تربطها به أي علاقة، وقد تكون ممثلة بارعة تتقن فن التمثيل في البكاء على الموتى، أما الثكلى فبكاؤها من القلب، فهي حزينة مكلومة تعبر عن مشاعر صادقة. إذا حاولنا تطبيق هذا المثل على المعارضة في المجلس، فقد نجد أن بعضهم قد يهاجم الحكومة هادفا من معارضته لأعمال الحكومة أنه قد يستطيع أن يبتزها ويحقق بعض مصالحه الشخصية، ظناً منه أن الحكومة تخشى النقد، وتحاول شراء سكوت أصوات المعارضين بأي ثمن، لذلك نرى أن بعض المعارضين تقدم بمطالب يريد الحكومة أن تقرها في الجلسات القادمة أو يستجوب رئيس الوزراء، ولو طبقت تلك المطالب لأفلست الدولة خلال سنوات قليلة، وأن بعضا منهم غيّر مواقفه لما تحققت مطالبه.
لا شك أننا بحاجة إلى معارضة وطنية، فهناك فرق بين المعارضة الوطنية والانتهازية، فالوطنية تريد إصلاح الدولة، أما الانتهازية فلا يهمها غير تحقيق مصالحها العبثية غير مكترثة بمستقبل الدولة ولا مستقبل الأجيال القادمة، فهي خطيرة، أما المعارضة الوطنية فلديها برنامج إصلاحي سياسي واقتصادي وترغب في إصلاح الاعوجاج القائم في العمل الحكومي عن طريق النصح والتوجيه الإيجابي، فعسى أن تستطيع الحكومة التمييز بين الحالتين، والدولة بحاجة إلى مشروع إصلاحي حقيقي، فهي تعاني من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية، بالرغم مما لديها من إيجابيات كثيرة، فمن يرد الإصلاح الحقيقي فإن عليه أن يتعرف على ما في الدولة من إيجابيات وسلبيات، حتى يبين مشروعه الإصلاحي بوضوح ويقنع الحكومة به، أما الانتهازي فهدفه التشهير والتحريض وإثارة البلبلة والفتنة، نسأل الله أن يحمي الكويت من شرورهم، فأمثالهم دمروا مجتمعات أقوى من دولتنا.إن مجلس الأمة خير مكان لمعالجة تلك المشكلات، وإذا برزت لهم خلال البحث أن هناك مشكلات صعبة ومعقدة يصعب عليهم معالجتها، فعليهم الاستعانة بخبراء لمعالجتها، وأن يستعينوا بخبراء جيدين، بعيدين عن المطامع السياسة، وبعيدين عن نزعة الأحزاب المؤدلجة صاحبة الفكر الهادف لهدم الدولة، فعسى الله أن يوفق المجلس والحكومة إلى إصلاح بلادنا، فهي بحاجة لمساعدة أبنائها المخلصين، فقد أعطتنا الكويت أكثر من أي دولة أخرى، وحان الوقت لرد الجميل لدولتنا العزيزة، لمساعدتها بإخلاص ونية صادقة.
مقالات
ليست النائحة كالثكلى
19-01-2022