للمرة الثانية خلال ساعات، أخفق قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني ليل الاثنين ـــ الثلاثاء في إقناع زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر بتشكيل «حكومة تسوية» وإنهاء الخلاف بين التيار الصدري الفائز الأول في انتخابات أكتوبر، وبين «الإطار التنسيقي» الذي يضم معظم القوى الشيعية بما فيها الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران والتي تكبدت خسائر انتخابية كبيرة.وبعد المباحثات المكثفة التي أجراها سابقاً، عاد قآني ليجتمع مع قادة «الإطار التنسيقي» بحضور قيادات الفصائل الشيعية المسلحة في منزل رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، قبل أن يتوجه للمرة الثانية إلى الحنانة في مدينة النجف للقاء الصدر.
وقال مصدر بمكتب الصدر إن «قآني جاء تحت عنوان إيجاد حل للخلافات الشيعية، وإعادة ترتيب البيت وفق المعادلات السياسية المعتمدة منذ 2003، لكن الصدر رفض سيناريو تشكيل حكومة توافقية تعتمد العرف السياسي في توزيع المناصب والحقائب».وأضاف أن «قآني عجز أيضاً عن تغيير موقف الصدر من بعض قيادات الإطار، وبالتحديد التخفيف من اشتراطاته لاسيما المتعلقة بإبعاد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي عن توليفة الحكومة الجديدة».
نواب المالكي
ولفت المصدر إلى أن الصدر، الذي وضع «فيتو المجرب لا يجرب» في وجه جميع رؤساء الحكومة السابقين خصوصاً المالكي، لم يبدِ ممانعة من مشاركة نواب من «دولة القانون» وقوى أخرى بالحكومة، مبيناً أنه «وسط تلك الأحداث وفشل قآني في تحقيق ما جاء من أجله، قد يصار إلى عدم انعقاد الاجتماع المرتقب بين قوى الإطار مع الصدر، كما أن المسؤول الإيراني أكد أنه سيعاود الكرّة ويزور النجف في الأيام المقبلة في محاولة جديدة لإقناع الصدر بضرورة توحيد البيت الشيعي والتغاضي عن خلافات يمكن تجاوزها».وفي الأثناء، أفاد مصدر في «الإطار التنسيقي»، وكالة شفق، بمحاولة للدفع بكل من زعيم تحالف النصر حيدر العبادي أو المكُلفَ سابقاً بتشكيل الحكومة محمد توفيق علاوي كمرشحي تسوية، أمام قائمة مصغرة لدى الصدر تضم رئيسها الحالي مصطفى الكاظمي مع شخصيات صدرية.وفي خضم الخلافات، فشل العامري أمس الأول في التوصل إلى تفاهمات خاصة بتشكيل الحكومة مع الزعيم الكردي مسعود البارزاني ورئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني ورئيس حكومته مسرور البارزاني. وبحسب مصادر سياسية مطلعة فإن العامري طرح خلال اجتماعاته في أربيل مقترحين، الأول تسمية العبادي مرشح تسوية لرئاسة الحكومة ورفضه البارزاني، والثاني تشكيل حكومة نصفها من التيار الصدري، مقابل وزيرين كرديين مع حصة رئاسة الجمهورية ونائب رئيس البرلمان، وأن تقتسم بقية الوزارات بين السنة و«الإطار».وأكدت المصادر أن هذا المقترح قوبل أيضاً برفض البارزاني وأخطر العامري بضرورة وجود توافق شيعي على أي توليفة حكومية قبل أن تعرض على الأكراد. الى ذلك، رأى مشعان الجبوري، النائب عن تحالف "عزم" السنّي بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، أن مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري للرئاسة سيفوز بالمنصب بحصوله على تصويت 200 نائب على حساب منافسه الرئيس الحالي برهم صالح، مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني.