تخصصات مظلومة... الهندسة الصناعية مثالاً
أكثر من 700 مهندس ومهندسة في تخصص الهندسة الصناعية من الشباب ينتظرون فرصة وظيفية من خلال ديوان الخدمة المدنية بعضهم تخرج من سنتين وأكثر وحتى الآن لم يتم تعيينه في الجهات الحكومية، معضلة التخصصات غير المرغوبة تحتاج حلاً جذرياً يحمي حقوق الناس، ويرشد الطلاب لمستقبلهم الوظيفي في فترة مبكرة من حياتهم قبل أن تقع الفأس في الرأس، ويكتشف الطالب عند تخرجه أن شهادته ليس لها قبول في المؤسسات الحكومية، وأن عليه النظر في استكمال دراسته العليا أو البحث عن وظيفة في القطاع الخاص (الشحيح بالتوظيف بتلك المهن) أو التحلي بالشجاعة لإنشاء مشروعه الحر في السوق، وهي مخاطرة لا تخفى عواقبها على أحد في الكويت.طبعاً لدينا مشكلة عميقة أن المخرجات التعليمية غير مرتبطة بسوق العمل، وهذا الانحراف لا تتم مواجهته بجرأة وشجاعة، وكلما تأخرت تلك المعالجة تضخمت المشكلة وأصبحت الحلول أكثر صعوبة، ونشأ عن ذلك ما نراه من تعيين حملة الشهادات في وظائف لا علاقة لها نهائيا بتحصيلهم العلمي وتخصصهم الدراسي، وهكذا تخسر الدولة عقول أبنائها وجهود تعليمها، حيث أصبحت الشهادة مفتاحاً للتوظيف وكفى.يمكن حل جزء من مشكلة توظيف خريجي الهندسة الصناعية من خلال قيام كلية الهندسة بتوضيح الأدوار والأنشطة والمهام التي يمكن للخريج القيام بها في الجهات الحكومية، حسب المنهج العلمي الذي درسه وارتباطه بإدارة النظم وتطوير الأداء، كما يمكن أيضاً لكلية الهندسة إعادة النظر في صحيفة التخرج لهذا التخصص لتعدل عليها، وتضيف مواد جديدة توائم سوق العمل الكويتي بكل منافذه، ومن جهة أخرى يمكن لديوان الخدمة المدنية وهيئة القوى العاملة استحداث دورات تكميلية فنية متخصصة بعد التخرج تهيئ أولئك الشباب المتخرجين للعمل في القطاع النفطي لتحقيق التكويت الحقيقي في هذا المرفق الوطني الحساس، وهذا المثال لمشكلة خريجي الهندسة الصناعية ينطبق على تخصصات أخرى سواء في الهندسة (كمهندسي البترول ) أو خارج الهندسة كما في كلية الشريعة والآداب والعمارة مثلاً.
المجتمع ينمو بسرعة ومتطلبات أبنائه وبناته تزيد، ولا بد لنا من أجل حماية الوطن ورعاية المواطن أن تكون لنا مشاريع قومية واضحة للمستقبل في التعليم والتوظيف وتشجيع الإبداع والابتكار، وخلق فرص العمل، وتسهيل التجارة الحرة للجميع، حتى يحافظ المجتمع على تماسكه وقوته، وتعيش الأسرة الكويتية بكرامة وهذا من أسمى أعمال السلطات التشريعية والتنفيذية، فأدركوا ما أنتم مقبلون عليه، والله الموفق.