أرنب نط راح الشط يعمل كفرد... لا تشتط!!!
نعيش في الكويت هذه الأيام فوضى سياسية و(حوسة) ما بين جملة من الاتهامات والتخوين والطعن والانقلاب على المبادئ وتغير المواقف (من وإلى) يشاهدها مراقب الشأن العام بحسرة، وهو يتذكر الوقوف تحت الأمطار في ديسمبر ٢٠٢٠ للإدلاء بصوته وهو يفكر بتبعات كورونا إن أصابته من جراء تجمعات اللجان الانتخابية.المشكلة ليست هنا فحسب، لكن في واقع الحال المسألة ليست بجديدة ولا فريدة من نوعها في ظل هذه اللخبطة السياسية التي نعيشها إذا ما أردنا الإمعان فيها والتفكر والتمحيص الجاد في طياتها.لطالما كان العمل السياسي (النيابي) في دولة الكويت مبنياً على العمل الفردي، فبدل البرامج الانتخابية (لحزب أو قائمة) تكون (رؤى) لأفراد يخوضون انتخابات برلمانية في مجلس تحكمه لائحة ودستور بحاجة ماسة إلى التنقيح والتعديل. طبعاً هذا علاوة على تدخل سلطة رأس المال والتقسيمات الأفقية (الهلامية) للمجتمع والتي تثير نعرات الجاهلية الأولى التي تكمن في نفس الكثيرين من أبناء بلدي، فما المتوقع من فرد وإن كان إصلاحياً صاحب ضمير حي أن يفعل أمام قوى دمار وفساد ممنهج؟! وما مدى ومستوى الطموح إذا ما كانت نهاية المسألة هي: فرد يواجه مجموعة؟! ومن أراد أن يتذرع بتشكيل كتل برلمانية فأقول له إن (الكتلة) ليست منسجمة بطبيعة حالها ولا من منطلق موقعها في الحالة السياسية الكويتية بالذات.
الكتل تتشكل و(تتفركش) بناء على آراء ومواقف وتصويت وتضامن فلا يعني ذلك أنها منسجمة فكرياً أو تنطلق من أيديولوجية موحدة وهكذا، ولا ننسى ما كان يقوله آباؤنا في الزمن الجميل، (الحي يقلب) أي بمعنى دوام الحال من المحال، فإن كان عملا فرديا برلمانيا مشوها بديموقراطية عرجاء فمن الطبيعي أن تخُترق من أرانب وسناجيب وفئران تدخل مصيدة السلطة والنفوذ وحلاوة السيارات الفارهة والمكاتب ذات المناظر المرتفعة المطلة على ساحل الخليج العربي.العمل الجماعي هو الحل الحقيقي للانتصار لإرادة الشعوب، وهو عن طريق العمل الحزبي المنظم، فليس من المعقول أن ينقلب حزب كامل على مبادئه بتلك السهولة، فمن أقصى اليمين إلى اليسار أو من وسط ديموقراطي إلى رجعي وهكذا، فالعمل المنظم الحزبي وإن دخل عليه (أرانب) بحلة أسود ونمور ستكشفهم الأيام والمواقف بسرعة البرق، وسيتساقطون ويعرون حتى من غير سقوط أوراق توت! من غير عمل حزبي منظم ومشهر معلن، لن يكون هناك برلمان ينتصر لإرادة الشعب وستبقى الأرانب تذهب إلى الشط وتأكل من الجزر والخس ما تشاء، فهنيئاً لنا بالأرانب ولنتحسر على حالنا ما دمنا قوما نقبل بهذا الهوان. على الهامش: اعتذار حسن جوهر ومهلهل المضف عن استكمال جلسات ما سمي "الحوار الوطني" له من الدلالات الشيء الكثير، وأهمها أنه كما تطرقت له سابقا في مقال لي إنه أصلا ليس (حواراً) إنما شيء آخر لا يعطينا سبباً للابتسام كما يزعم البعض.