الرئيس الإيراني في موسكو لتعزيز «الاتجاه شرقاً»
عرَض على بوتين اتفاقية تعاون استراتيجي مدتها 20 عاماً
في خطوة تعزز سياسة «الاتجاه شرقاً» التي اعتمدها المرشد الأعلى علي خامنئي، بدأ الرئيس الإيراني الأصولي إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لموسكو تستغرق يومين.وعقد بوتين جولة مباحثات مع نظيره الإيراني، الذي وصل برفقة وفد رفيع يضم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومسؤولين بالطاقة والاقتصاد، بعد نحو 4 سنوات من آخر زيارة قام بها سلفه الوسطي حسن روحاني إلى موسكو.وكشف رئيسي، الذي يخوض مفاوضات معقدة مع القوى الكبرى في فيينا لإحياء الاتفاق النووي مقابل تخفيف العقوبات الأميركية، أن الجانب الإيراني سلّم لروسيا مشروعاً للتعاون الاستراتيجي مدته 20 عاماً، يُعتقَد أنه مماثل لاتفاق تعاون، مثير للجدل، يمتد ربع قرن أبرمته إيران مع الصين.
وتوقع رئيسي، خلال مباحثاته مع بوتين، أن يتعاون البلدان في «مواجهة الخطوات الأميركية أحادية الجانب على الصعيد الدولي». وفي محاولة، على ما يبدو، لطمأنة الروس أن طهران لن تدير ظهرها لموسكو إذا نجحت مفاوضاتها مع القوى الغربية في فيينا، قال رئيسي: «ليس لدينا أي قيود على تطوير وتوسيع العلاقات مع روسيا الصديقة. العلاقات لن تكون قصيرة المدى وتكتيكية، بل ستكون دائمة واستراتيجية». وأعرب عن تطلع إيران لتطوير علاقاتها مع روسيا في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والدفاعية والعسكرية، بالإضافة إلى الأمن والفضاء ومجالات أخرى. وقال رئيسي إنه «في ظل الظروف الحالية الاستثنائية وفي حالة المواجهة السياسية مع واشنطن، بإمكاننا أن نشكل تحالفاً مع روسيا». من جهته، أشاد بوتين، في مستهل اجتماعه مع رئيسي بـ «التعاون الوثيق بين البلدين على الصعيد الدولي، ونجاح التعاون الروسي- الإيراني في مساعدة الحكومة السورية على تجاوز تهديدات الإرهاب الدولي بدرجة كبيرة».وأعرب عن رغبته في الاطلاع على مواقف نظيره الإيراني، وجهاً لوجه، بشأن مستجدات الوضع في أفغانستان، وحول جهود إحياء الاتفاق النووي.وعلمت «الجريدة» من مصدر مطلع، أن رئيسي سيوقع مجموعة علنية من مذكرات التفاهم للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، إلى جانب «وثيقة سرية» لن يُفصَح عن محتواها في مجال التعاون العسكري والأمني ونقل التكنولوجيا الروسية إلى إيران. كما ستتضمن الزيارة، التي توقع عبداللهيان، أن تشكل «نقطة تحول» في العلاقات الثنائية، توقيع مذكرة تعاون مصرفي، غير علني؛ لتجاوز العقوبات الأميركية، بالتعاون مع البلدان الخاضعة لعقوبات مماثلة على غرار كوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا والصين ترتكز على «اعتماد عملة رقمية مشتركة». وتواجه محاولات التقارب الإيراني- الروسي معاندة قوية داخل إيران، بالإضافة إلى أن موسكو تتعامل مع النظام الإسلامي بحذر شديد. ومنذ إعلان نية رئيسي زيارة موسكو، شنّ معارضو هذا التقارب حملات عنيفة على رئيسي مستغلين خصوصاً تصريحات لممثل روسيا في محادثات فيينا اعتبروا أن فيها انتقاصاً من سيادة إيران. وإلى جانب الإصلاحيين المؤيدين بشكل عام للتقارب مع الغرب، واجه رئيسي أنصار رئيس مجلس الشورى الأصولي محمد باقر قاليباف، الذي رفض بوتين استقباله العام الماضي.