• بداية، كيف ترى نجاح عروض مسرحية "الشحاتين"؟

Ad

- نجاح يثلج الصدر، ليس فقط لكونها عملاً أعتز به وحقق رواجا مسرحيا على مستوى العديد من الدول العربية، لكن لأن المسرحية كُتبت في البداية بعنوان "دراما الشحاتين" للعرض في اليوم العالمي للمسرح عام 2010، ويُعد نجاحها جماهيريا وبهذا المستوى دليلا على الفكرة التي لا تروق للبعض أحيانا، وهي أن أعمال المهرجانات تصلح للعرض الجماهيري، بل تتفوق أحيانا، طالما اكتملت فيها عناصر العمل المسرحي الناجح.

• وكيف تحولت المسرحية إلى العرض الجماهيري؟

- بدأت الفكرة حين تواصل معي الفنان مبارك المانع نهاية عام 2019، وطلب الموافقة بتحويل المسرحية للعرض الجماهيري في الكويت بلهجتنا المحلية الخاصة بنا، وإضافة بعض الأشياء الصغيرة، وحينها تخوفت، لأنها بالأصل مكتوبة باللغة العربية الفصحى للعرض في المهرجانات، لكن حماسه للنص شجعني على خوض التجربة، ثم توقفت العروض بفعل جائحة كورونا، لكن بمجرد استقرار الأوضاع الصحية في البلاد انطلق المشروع للنور محققاً النجاح.

• ولكن ليس كل أعمال المهرجانات تحظى بإعجاب الجمهور، فما سر تفوق "الشحاتين"؟

- ربما لأنها كوميديا خالصة من البداية إلى النهاية، كلها ضحك يعتمد على كوميديا الموقف، وليس النكات أو الألفاظ المعتمدة أحيانا على الارتجال أو السخرية من شخص أو شيء، بل هي كوميديا حقيقية ومن طراز قوي، كما أن عدد الممثلين قليلون، فالشخصيات 7 على الأكثر، لذلك تعد تكلفتها الإنتاجية ليست باهظة، فضلاً عن الديكور البسيط، فالمنظر الرئيسي بالمسرحية هو لمبنى مهجور وكومة قمامة، ويرتدي الأبطال ملابس مهلهلة، نظرا لكونهم شحاتين، لذلك لاقت رواجا عربيا ومحليا، لسهولة إنتاجها.

وعلى مستوى الموضوع، فالمسرحية تناقش الهمّ الإنساني القريب من الجميع، وهي قضية المهمشين والفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم.

• وهل الأعمال المكتوبة باللغة العربية تُضحك الجمهور؟

- البعض لديه تصور أن العمل المكتوب باللغة العربية الفصحى لا يُضحك، لأننا هجرناها، ولم نعد نستخدمها في حياتنا اليومية، لكن كان ذلك تحدياً بالنسبة لي، أن أقدم للجمهور عملا مكتوبا باللغة العربية الفصحى ومخصصا للعرض الأكاديمي أو المهرجانات، فيلقى نجاحا جماهيريا، ويُضحك الجمهور من بدايته إلى نهايته، وأعتقد أنني كسبت التحدي.

• هل تغيرت ذائقة الجمهور بالأعمال المسرحية في السنوات الأخيرة؟

- البعض يعتقد أن الجمهور لا يريد سوى نمط معين من الأعمال التي اعتاد عليها، وأنه متخوف من أعمال المهرجانات، ومع كثرة الأعمال النمطية يعتقد الجمهور أنه لا توجد أنواع أخرى، لكن بمجرد أن يشاهد العمل المختلف أو المميز ما كان من الجمهور إلا التقدير والإقبال، فالجمهور متعطش لأعمال مختلفة، وعلى الفنانين أن يبذلوا الجهد لتقديم الأفضل.

• وما الأعمال النمطية التي اعتاد عليها الجمهور؟

- عروض مسرحية تعتمد على كثرة الارتجال، وعدم الالتزام بالنص، وكثرة "الإفيهات" أو كوميديا الألفاظ، والتي يسخر فيها الممثل من شكل أو لون أو طول شخص آخر، لكن العمل المسرحي لابد أن يطرح قضية، وأن يكون صاحب موقف وشخصية ثابتة، إلا أن معظم الأعمال تعتمد على إبداعات الممثل وخفة دمه، ويرتجل إلى الحد الذي يجعل المسرحية المكتوبة في 20 صفحة للعرض على مدى ساعتين تتحول إلى عروض ممتدة لـ 4 ساعات أحيانا.

• وكيف وجدت التعاون مع جيل الشباب من المسرحيين؟

- في تصوري أنه على الفنانين الكبار التعايش والتطور والتكيف مع الأجيال الجديدة، وليس العكس، فأنا أعيش شباب الأجيال الجديدة، وأتابعهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأحاول فهمهم والتقرب منهم، وأن أعطي من فكري بطريقة تناسبهم، وربما بعض الفنانين الكبار يتمسكون بأفكارهم القديمة، لكني متحرر من تلك الأفكار، ومنفتح لكل ما هو جديد، وأنا دائما حاضر للتعاون والتواصل معهم، فهذه طبيعة الأشياء.

• ما الفرق بين الفن والمسرح في السابق والآن؟

- البعض يرى أن الفن الراقي كان في السابق، وانتهى عصره في جيل الشباب، وخاصة مع انتشار موجة الارتجال غير المدروس على المسرح، لكنني أرى أن الجيل السابق ليس أفضل من الحالي، فكل عصر وله طبيعته، وكل جيل وله جماله، وهناك شباب مجتهدون يبحثون عن الأفضل دائما، وما يميز جيل الشباب أن الكثير منهم من خريجي المعهد العالي المسرحي.

• هل ترى أن الارتجال إسفاف؟

- الخروج عن النص مقبول بالعمل الكوميدي، لكن بحدود، فلا يتجاوز مثلا الـ15 دقيقة على مدى مسرحية مدتها تبلغ ساعتين، لكن الإفراط في الارتجال بأن يضاعف حجم المسرحية، وذلك من بنات أفكار الممثل، دون تحضير أو بروفة، أو استشارة الكاتب أو المخرج، لذلك أرى أن الارتجال بمجانية أو الآني على خشبة المسرح أو الإفراط فيه يقودنا إلى الإسفاف الذي قد يخدش الآداب العامة، أو يسبب حرجا للفنان أو الجمهور مع وجود عائلات وأطفال.

• هل لديك أعمال جديدة في الفترة المقبلة؟

- انتهيت من كتابة فيلم سينمائي بعنوان "الوزير في الدور الأخير"، وهو كوميديا سوداء، تحمل نقدا سياسيا للأوضاع بطريقة مختلفة، وليست واقعية 100 في المئة، لكن حتى الآن لم أتفق مع جهة إنتاجية، وهناك أفكار في طور الكتابة، كما عرض لي أخيرا فيلم "حطب دامة" على إحدى المنصات الرقمية.

عزة إبراهيم