حدثني مؤذن المسجد الذي أصلي فيه عن شقيقين كبيرين في السن، يصليان معنا في المسجد نفسه الفروض الخمسة، لكنهما للأسف متخاصمان ولا يكلم أحدهما الآخر منذ خمس سنين!صراحة استغربت أشد الاستغراب منهما، هل يعقل أن شقيقين من أم وأب واحد يتخاصمان منذ خمس سنين، فتساءلت في نفسي: أين أثر صلاتهما عليهما؟! وهل صلاتهما عادة أم عبادة؟
يقول المولى عز وجل في محكم كتابه الكريم في سورة (العنكبوت، آية 45): "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ"، وبالتأكيد تصرفهما يعتبر منكراً لا يرضاه الله ولا رسوله، ففي الحديث الشريف يقول: رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام". وفي هذا الحديث الشريف يخبرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن حرمة هجر المسلم لأخيه المسلم أكثر من ثلاثة أيام، فما بالك بشقيقين متخاصمين منذ خمس سنين، بالتأكيد لا يجوز ذلك، لأن فيه قطعاً للرحم بين الأسرتين، وهذا ما حصل بينهما، فإلى كل مخاصم وقاطع للرحم أذكرك بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قاطع رحم".أيها المخاصم، هذه الدنيا زائلة، والموت يأتي فجأة، فراجع نفسك وحاسبها قبل أن تحاسب يوم الحساب، واغتنم عمرك بالطاعات وصلة الأرحام قبل فوات الأوان، فهل من مدكر؟
مقالات - اضافات
دنيا ما تسوى زعل
21-01-2022