نالت الباحثة العمانية د. رنا بنت حمدان الضويانية شهادة الدكتوراه من جامعة السلطان قابوس عن رسالتها "حركة القوميين العرب في الخليج العربي (1948 - 1968)".وتهدف الرسالة إلى البحث في مسار التغيرات السياسية والفكرية التي مرّت بها منطقة الخليج العربي خلال الإطار الزمني للدراسة (1948 - 1968م)، والتي تخللها ظهور تنظيمات سياسية قومية عربية أثّرت على التوجهات السياسية والفكرية بهذه المنطقة.
وتبحث عن أبرز القضايا العربية التي تبنتها الحركة القومية العربية في منطقة الخليج العربي، وناصرتها بالحراك الشعبي والدعم الملموس، كما توضّح العوامل التي تأثرت بها التنظيمات القومية العربية في منطقة الخليج العربي، وأدّت إلى تراجعها كتنظيم سياسي، والذي اتضح بعد هزيمة العرب أمام الكيان الصهيوني في حرب يونيو عام 1967م، وامتدت آثارها في السنوات اللاحقة، فقد أدت هذه الهزيمة إلى حدوث انشقاق في داخل الحركة القومية العربية الأم، فظهرت حركات يسارية تبنّت الأيديولوجية الماركسية.وقد اتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، من خلال عرض التطورات التاريخية التي طرأت على الحركة القومية العربية في منطقة الخليج العربي، وتحليل البيانات والأحداث التاريخية وتفسيرها للوصول إلى النتائج المرجوة، معتمدة على المصادر والمراجع المعاصرة، ومنها الوثائق والكتب العربية والأجنبية، إضافة إلى المقابلات الشخصية مع عدد الأشخاص المعاصرين لفترة الدراسة وممن شاركوا في الأحداث وكانوا ضمن الحركة القومية العربية.قُسّمت الدراسة إلى فصل تمهيدي وثلاثة فصول وخاتمة. وتناول "التمهيدي" الأوضاع السياسية والفكرية في منطقة الخليج العربي، والتي عززت من الشعور القومي العربي قبيل ظهور الحركة كاتجاه سياسي، حيث أدت هذه الأوضاع دورًا ملاحظًا في تنامي الوعي السياسي لدى أبناء المنطقة.وركّز الفصل الأول على الحراك الشعبي الذي تحوّل إلى حراك سياسي وخلق بيئة خصبة لانتشار هذا التوجه القومي العربي سياسيًا، بظهور تنظيمات قومية برز نشاطها بمنطقة الخليج العربي في خمسينيات القرن العشرين. فيما اختص الفصل الثاني بدراسة موقف التنظيمات القومية العربية في منطقة الخليج العربي تجاه القضايا العربية؛ منها: الصراع العربي الإسرائيلي، والوحدة العربية السورية - المصرية عام 1958م وغيرها، والانعكاسات الفكرية لهذه التنظيمات في منطقة الخليج العربي.وعالج الفصل الثالث انحسار الحركة القومية العربية في منطقة الخليج العربي: أسبابها، وأشكالها وتداعياتها، وتحديدًا بعد هزيمة العرب أمام الكيان الصهيوني في يونيو عام 1967م، التي أثرت في ظهور انحرافات والابتعاد عن الفكر القومي العربي، والاتجاه إلى تشكيل أحزاب يسارية اتخذت من الماركسية توجهاً فكريًا لها.وتوصلت إلى مجموعة من النتائج منها: وجود عدد من التنظيمات القومية العربية التي مارست نشاطًا سياسيًا وفكريًا في منطقة الخليج العربي، ممثلة النشاط القومي العربي؛ ومنها حركة القوميين العرب، وحزب البعث العربي الاشتراكي، والناصرية. وكشفت الدراسة أنه على الرغم من تقارب الأفكار والتوجهات السياسية بين التنظيمات القومية العربية في المنطقة، فإنها لم تجتمع في تنظيم حزبي قومي عربي؛ وذلك بسبب الصراعات الداخلية في التنظيمات التي لم تقم على أساس فكري أو سياسي، وبيّنت الدراسة أن هزيمة حرب يونيو 1967م أمام الكيان الصهيوني كانت نقطة تحوّل في الفكر القومي العربي واستراتيجياته والمبادئ التي قام عليها منذ نشأته ونشاطه، فأثرت هذه الهزيمة على التنظيمات القومية العربية في المنطقة العربية، حيث انشق عن الحركة القومية العربية عدد من الحركات اليسارية التي تبنّت الأيديولوجية الماركسية وسيلة في نضالها ضد الاستعمار والأنظمة العربية الحاكمة المتمسكة بالأصول التقليدية. وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من تراجع الحركة في منطقة الخليج العربي؛ فإنها حققت دورًا واضحًا في بناء اليقظة الفكرية والوعي السياسي وقيادة الحركة التحررية والنضالية في المنطقة، وتركت هذه الحركة أثرًا مهمًا في التجربة السياسية بمنطقة الخليج العربي.
توابل - ثقافات
حركة القوميين في الخليج... رسالة دكتوراه عمانية لـ «رنا بنت حمدان»
23-01-2022