طهران رفضت «وساطة روسية» حول اتفاق نووي مؤقت
خلافات داخل فريق التفاوض الأميركي في فيينا تطيح «مهندس العقوبات الإيرانية»
غداة مطالبة أميركية رسمية لروسيا بممارسة نفوذها على إيران للمساعدة في تسريع التوصل إلى تفاهم يقيد برنامج الأخيرة الذري من خلال مفاوضات فيينا الدائرة حالياً، كشفت شبكة "إن.بي.سي نيوز"، أمس، نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومصادر مطلعة، أن موسكو بحثت "اتفاقاً مؤقتاً" محتملاً مع الإيرانيين في الأسابيع الأخيرة، يتضمن تخفيفاً محدوداً للعقوبات مقابل إعادة فرض بعض القيود على أنشطة طهران النووية لكن طهران رفضته.ونسبت الشبكة معلوماتها إلى مسؤولين أميركيين اثنين، وآخر بـ"الكونغرس"، ومسؤول أميركي سابق، وأربعة مصادر مطلعة على المناقشات، مشيرة إلى أن الاقتراح الروسي يأتي في إطار الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية عام 2015.ونقلت عن المصادر القول، إن الولايات المتحدة على دراية بالمقترح الذي طرحته موسكو على الإيرانيين، لافتة إلى أنه يأتي وسط "تزايد القلق داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من نفاد الوقت في المفاوضات بين إيران والقوى العالمية بفيينا".
وبموجب مسودة الاتفاق المؤقت، يُطلب من طهران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، والتخلص من مخزونها الحالي، ربما عن طريق تصديره إلى روسيا، إلى جانب قيود أخرى.وقالت المصادر في المقابل، إن الحكومة الإيرانية ستحصل على مليارات الدولارات من عائدات النفط المجمدة في حسابات بنكية أجنبية، بما في ذلك في كوريا الجنوبية.وجرت المباحثات بين روسيا وإيران، على هامش محادثات فيينا التي تبحث عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.في المقابل، قال مسؤولون وأشخاص آخرون مطلعون على المناقشات، إن إيران ترفض حتى الآن الاقتراح الروسي. وأمس الأول، جددت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة تأكيد طهران على أنها لا تريد اتفاقاً مؤقتاً وأنه ليس على جدول أعمالها أي شيء من هذا القبيل. وذكرت البعثة أن طهران لا تزال تعارض إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا. وأشارت إلى أن أهداف إيران المتمثلة في تخفيف العقوبات وعودة الولايات المتحدة المضمونة إلى اتفاق 2015 "لن تتحقق بموجب اتفاق مؤقت، وبالتالي يجب رفض أي اقتراح من هذا القبيل".وأكد مصدر مطلع في مكتب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لـ"الجريدة" صحة التقرير الأميركي عن حراك روسي، لكنه قال إن موسكو لم تطرح مبادرة جديدة متكاملة إنما تابعت مع جميع الأطراف فكرة الاتفاق المؤقت التي طرحت منذ استئناف مفاوضات فيينا، مضيفاً أن رئيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ناقشا فكرة الاتفاق المرحلي خلال زيارة الأول لموسكو التي اختتمها الخميس الماضي.ولفت المصدر الذي كان برفقة رئيسي إلى أن الرئيس الروسي استفسر عن سبب رفض طهران نقل اليورانيوم المخصب بنسبة عالية بالإضافة إلى أجهزة الطرد المركزي المتطورة إلى موسكو في إطار خطوة تستغرق 6 أشهر. وتابع رئيسي أن العقوبات الأميركية "أكثر بكثير" من العقوبات الأممية وعليه فإن التهديد بتنفيذ "بند الزناد"، في الاتفاق النووي، لم يعد يخيف الإيرانيين، وإذا ما لم تقم واشنطن والدول الغربية برفع العقوبات بشكل كامل فما من سبب يدعو طهران لتنفيذ التزاماتها الذرية المنصوص عليها في اتفاق 2015.ويأتي ذلك بعد أن قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه ناقش الشأن الإيراني في اجتماعه بجنيف مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأن هناك "فرصة سانحة" للعودة إلى الاتفاق، لكنه حذر من أن استمرار طهران بتطوير برنامجها النووي بالوتيرة الحالية ستحبط أي عودة إلى صفقة 2015.وفي وقت تتعقد مسارات إحياء الصفقة النووية الدولية مع طهران، ذكرت "إن بي سي نيوز" أن ريتشارد نيفو، عضو فريق التفاوض النووي الأميركي في فيينا، ترك الفريق إلى وظيفة أخرى في وزارة الخارجية بسبب خلاف مع المبعوث الخاص بالملف الإيراني روبرت مالي بشأن عملية التفاوض التي تخوضها بلاده بشكل غير مباشر. ولم تعلق وزارة الخارجية على تقرير الشبكة الأميركية، لكن مسؤولًا في الوزارة قال:"ريتشارد نيفو كان مساهماً مهماً في الفريق لمدة عام تقريباً، وسيكون مع وزارة الخارجية".وتم تعيين نيفو نائباً للممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران في مارس الماضي. وكان عضواً في الفريق الأميركي في المحادثات النووية السابقة في إدارة باراك أوباما، ويشير إليه عدد من المسؤولين ووسائل الإعلام في إيران بـ"مهندس العقوبات ضد إيران في عهد إدارة أوباما".