مع حمد دستور... والكويتي محشوم أم مهدور؟... ورحمك الله يا بودعيج
● مع حمد دستور: صدرت بعض البيانات والاعتراضات من إحدى الجمعيات والتنظيمات ضد نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي بسبب عزمه على استفتاء هيئة الفتوى بشأن دخول النساء في الجيش وقيامهن بالأعمال المساندة والطبية دون المشاركة في الأعمال القتالية.
واعتراض تلك الجهات على الاستفتاء الشرعي لا ينم عن خطأ عقائدي فقط، فالمسلم الصالح يتحرى الحكم الشرعي في كل أموره، وإنما ينمّ أيضاً عن جهل دستوري عميق، لأن الدستور قد نص في مذكرته التفسيرية، وهي ملزمة بإجماع الفقه الدستوري على "أن النص الوارد في الدستور وقد قرر أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع إنما يحمل المشرع أمانة الأخذ بأحكام الشريعة الإسلامية ما وسعه ذلك، ويدعوه إلى هذا النهج دعوة صريحة واضحة، ومن ثَم لا يمنع النص المذكور من الأخذ عاجلاً أو آجلاً بالأحكام الشرعية كاملة وفي كل الأمور إذا رأى المشرع ذلك". وأيضاً لا وجود لكلمة (مدني) التي يحتجون بها في الدستور الكويتي، وهي صفة غريبة عن الدستور يحاولون الهرب بها مما ورد في المادة الثانية وتفسيرها، بل يذهب الدستور إلى أبعد من ذلك فتنص المذكرة التفسيرية على "توجيه المشرع وجهة إسلامية أساسية"، وأن سبب اختيار لفظ "مصدر رئيسي" بدلا من "المصدر الرئيس" هو كي لا يقع المشرع في حرج بالغ إذا ما حملته الضرورات العملية على التمهل في التزام رأي الفقه الشرعي في بعض الأمور. ويقول دكتور عثمان عبدالملك في فتواه في الموضوع "كما يستفاد من نص المادة الثانية وتعليق المذكرة التفسيرية أنه إذا ما توافرت للمشرع العادي كل الظروف الملائمة ولم يأخذ بأحكام الشريعة الإسلامية يكون قد خالف رغبة المشرع الدستوري، وهذا ما يوقعه في مخالفة لروح الدستور الذي يحمله أمانة الأخذ بأحكام الشريعة الإسلامية ما وسعه ذلك، وهي من قبيل المخالفة الموضوعية للدستور.وهكذا يتبين أن هجوم المعارضين على الشيخ حمد بسبب تحري الحكم الشرعي ليس مخالفاً للدين والشريعة فقط بل أكثر من ذلك لأن حمد معه الدستور أيضاً. ● محشوم الكويتي أم مهدور؟ أعجبتني الفزعة التي انطلقت في الدفاع عن الدكتور صالح الشلاحي ضد ما اتُّهم به من أكاذيب وبهتان، وبالمناسبة كان مقالي في الأسبوع الماضي عن خطورة الإساءة إلى كرامات الناس وأماناتهم وأعراضهم، ونسبة أقوال أو أفعال مسيئة لهم، حيث بينت أن هناك فارقا هائلا وجوهريا بين النقد وحرية الرأي، وبين الإساءة للآخرين ومحاولات التشويه، وذلك رداً على مدعي الحريات المخالفة للشريعة والقانون، وأيضاً رداً على تقرير لجنة التعليم والإعلام في مجلس الأمة، فجاءت هذه الحادثة بفضل الله لتثبت واقعياً ما سطرته في تلك المقالة. ولكن ليس الدكتور الشلاحي وحده الذي عانى من الإساءة والكذب لأن الذين عانوا هم كثير من الأبرياء الذين كانت لهم آراء وتصريحات في الشأن العام فتمت الإساءة لهم بالأكاذيب وبشكل وقح، خصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الحديثة، فالمشكلة عامة وطاغية. لذلك فإن حملة الاستنكار هذه يجب أن توجه من اليوم ضد كل مدون أو ناقل لوسائل الاتصال أساء إلى أي كويتي بالألفاظ الجارحة أو الكاذبة وهو ما نصت عليه شريعتنا السمحاء، كما أتمنى أن تكون هذه الحادثة موعظة لأعضاء مجلس الأمة ومنعطفاً نحو تشريعات تحفظ كرامة كل المواطنين وأسرهم من التشويه والعبث، وذلك بإصدار قوانين رادعة وحازمة، ويكفي ما عانته البلاد وكثير من المخلصين والرموز من الأذى والتشويه، وليكن شعارنا: الكويتي محشوم لا مهدور الكرامة... فهل يستجيب المجلس؟ ● رحمك الله يا بودعيج: توفي يوم الخميس الماضي الأخ والصديق والداعية خليفة المحيطيب بعد معاناة طويلة مع المرض، لازم خلالها بيته فكان لا يخرج منه إلا مضطراً، ولكن علاقته بإخوانه وأحبابه لم تنقطع، فكان على اتصال وثيق معنا نتبادل الأحاديث الودية والشأن العام على الهاتف في مناسبات عديدة. لقد كان بودعيج متديناً ومتواضعاً ومحبوباً من الجميع، وعندما تولى رئاسة مجلس إدارة جمعية القادسية لسنوات حافظ على المال العام وقام بخدمة المواطنين وأقام العلاقة الإسلامية الطيبة مع جميع العاملين من كويتيين ووافدين. رحمك الله يا أبا دعيج وأسكنك الفردوس الأعلى فذكراك طيبة عطرة في نفوسنا لا يمكن أن ننساها.
● أحمد باقر
هجوم المعارضين على الشيخ حمد بسبب تحري الحكم الشرعي ليس مخالفاً للدين والشريعة فقط بل أكثر من ذلك لأن حمد معه الدستور أيضاً