بعد أسبوع من الاعتداء الدامي الذي تعرضت له أبوظبي وأودى بحياة 3 مدنيين، تصدت الدفاعات الجوية الإماراتية لهجوم صاروخي بالستي شنته ميليشيات جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة في اليمن، أمس.

وأعلنت وزارة الدفاع الإماراتية، في بيان، اعتراض صاروخين بالستيين أطلقهما الحوثيون تجاه أراضيها، مؤكدة أنه لم تنجم عن الهجوم أي خسائر بشرية.

Ad

وأكدت الوزارة أن بقايا الصاروخين البالستيين سقطت في مناطق متفرقة حول إمارة أبوظبي.

وذكرت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، أن «طائرة اف 16» نجحت في «تدمير منصة إطلاق الصواريخ البالستية في مديرية الحزم بالجوف فور إطلاقها صاروخين بالستيين على أبوظبي، واللذين تم اعتراضهما بنجاح». ونشرت الوزارة عبر «تويتر» فيديو للعملية.

وأوضحت أنها على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديدات، وأنها تتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من جميع الاعتداءات.

وفي وقت تحاول الميليشيات اليمنية المتمردة توسيع دائرة الصراع لتخفيف الضغط العسكري عليها ميدانياً مع تراجعها على عدة جبهات في محافظتي شبوة ومأرب، أفاد الدفاع المدني السعودي بإصابة مقيمين اثنين، بنغلاديشي وسوداني، جراء سقوط صاروخ بالستي أطلقته، الميليشيات الحوثية، على منطقة جازان ليل الأحد ـ الاثنين.

وأعلن «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده السعودية في اليمن، اعتراض وتدمير صاروخ بالستي آخر استهدف منطقة عسير جنوبي المملكة.

لافروف وبن زايد

ومع تكثيف الدبلوماسية الإماراتية جهودها لعزل المتمردين دولياً واعادة تصنيفهم ضمن قائمة الجماعات الإرهابية الدولية الأميركية، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، «الهجمات المستمرة من الحوثيين على المنشآت المدنية في الإمارات» وسبل تسوية الأزمة في اليمن.

وشدد الطرفان في اتصال هاتفي جاء بمبادرة إماراتية على «أنه لا آفاق لحل النزاع الذي طال أمده في اليمن بالقوة، وضرورة إطلاق عملية التسوية السلمية في أقرب وقت ممكن عن طريق إجراء مفاوضات شاملة حول إيجاد حلول سياسية بمشاركة جميع القوى السياسية والأطراف الدينية والإقليمية الأساسية في هذا البلد ومع أخذ مصالحها بعين الاعتبار».

في غضون ذلك، تجددت الإدانات الدولية والإقليمية عبر بيانات رسمية لاستهداف الحوثيين مجدداً السعودية والإمارات.

وأعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين للهجمات الإرهابية الجبانة، التي شنتها الميليشيات الحوثية بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية ضد المدنيين والأهداف المدنية في السعودية والإمارات. وأوضحت الوزارة، أمس، أن «استمرار استهداف الميليشيات للمدنيين والمناطق المدنية وإصرارها على تحدي المجتمع الدولي وانتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني وتعمدهم الإضرار بأمن دول المنطقة واستقرارها يؤكد خطورة سلوك المتمردين».

وشددت الوزارة على الحاجة الملحة لتحرك المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن لوضع حد لهذا السلوك العدواني بما يحفظ الأمن والسلم الدوليين، مؤكدة وقوف الكويت الكامل إلى جانب الرياض وأبوظبي وتأييدها لكل ما تتخذانه من خطوات للحفاظ على أمنهما واستقرارهما.

ونددت السعودية، بـ»الهجمات المتكررة التي تشنها الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران».

وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن المملكة «تشدد على الحاجة الملحة لتحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذا السلوك العدواني، بما يحفظ الأمن والسلم الدوليين».

في المقابل، زعمت الجماعة الحوثية، المسيطرة على العاصمة صنعاء، أنها استهدفت قاعدة «الظفرة» الجوية في الإمارات، التي تضم ثاني أكبر تجمع للقوات الأميركية، خلف قاعدة «العديد» في قطر، بعدد من الصواريخ البالستية.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، المتحالفة مع إيران، يحيى سريع، إن «القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر نفذ عملية عسكرية واسعة استهدفت العمقين السعودي والإماراتي».

وتابع سريع: «تم استهداف مواقع حيوية ومهمة في إمارة دبي بعدد كبير من الطائرات المسيرة».

وحذر المتحدث من أن جماعته جاهزة لتوسيع عملياتها في المرحلة المقبلة، مهدداً الشركات الأجنبية والمستثمرين في الإمارات.

في هذه الأثناء، نصحت السفارة والقنصلية الأميركيتين في الإمارات الرعايا الأميركيين بـ«الحفاظ على مستوى عالٍ من الوعي الأمني»، في حين وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أوضاع اليمن حالياً بـ«التراجيديا والكارثة الإنسانية»، مدعياً «استعداد طهران للمساعدة في حل الأزمة اليمنية عبر حوار يمني - يمني».

وهاجم زادة، «تحالف دعم الشرعية» الذي تشارك به الإمارات، قائلاً، إن «مسلسل القصف على اليمن يحصل بدعم بريطاني وألماني وفرنسي وأميركي».

ونفى المتحدث صحة إعلان البحرية الأميركية توقيف شحنة إيرانية من الأسمدة، التي يمكن استخدامها في عمليات التفجير، على متن سفينة كانت بطريقها للحوثيين.

ومع تصاعد حدة القتال على عدة جبهات في اليمن وتكثيف مقاتلات «التحالف» ضرباتها الجوية على معاقل المتمردين منذ بداية يناير الجاري، نجحت «ألوية العمالقة» الجنوبية في تحرير أول مديريات محافظة مأرب شمالي اليمن بعد مواجهات عسكرية مع الحوثيين استمرت على مدار أيام متواصلة. ونقل المركز الإعلامي لـ»ألوية العمالقة»، المدربة والمنظمة من أبوظبي، أن قواتها تقدمت ميدانياً وسيطرت على جبال ضاحة شقير والقرن والمدفون المطلة على حريب قبل أن تدخل المديرية التابعة لمحافظة مأرب أمس. في سياق مواجهة توسع موجة الهجمات التي تشنها الميليشيات الحوثية إقليمياً، نشر وزير الداخلية السعودية، عبدالعزيز بن سعود، أمس، مقطع فيديو يوثق مشاهد من التدريبات العسكرية الجارية في مدينة «بقيق»، ضمن فعاليات «أمن الخليج العربي 3» التي انطلقت منتصف يناير الجاري بمشاركة دول مجلس التعاون بهدف رفع مستوى التنسيق ودرجة الاستعداد والجاهزية.