هل تذكرون الضجة التي ثارت عام 2003 حول استنساخ "النعجة دوللي" بدورسيت في بريطانيا، وتم ذلك باستنساخ خلية واحدة فقط من خلايا الثدي، وعاشت هذه النعجة 7 سنوات، وأنجبت سبعة مواليد؟واعتبر ذلك هو الأساس في عملية الاستنساخ الجيني في الثدييات، مما أدى مؤخراً إلى تطوير الخنزير جينياً لاستخدام أعضائه في جسد الإنسان المريض الذي على وشك الوفاة، وتمت زراعة قلب خنزير في جسد إنسان، ونجحت العملية حتى الآن، ومازال ذلك المريض على قيد الحياة، بعد أن كان على وشك الموت.
الأمر ليس بالسهولة التي يتخيلها البعض، فالعملية لم تُجَز حتى الآن، وأُجيزت مؤقتاً لهذا المريض، لأنه بلا شك كان سيلاقي حتفه لو لم يتم التدخل جراحياً.لا يُلام البعض على إقحام الدين في الموضوع، فهو شائك ومعقد، وهناك لجان ومجموعات وعلماء يحاولون إيجاد ما يمكن تفاديه من مشاكل إنسانية وأخلاقية ودينية.الإعلام المحلي تطرق وبحماس للبحث عن وجهة نظر الدين الإسلامي في ذلك، من خلال استنباط رأي علماء الدين، وسيستمر النقاش بلا شك إلى أن تصدر فتوى بذلك.ما هو عجيب في الموضوع أن صاحب الفكرة وقائدها والمشرف على الفريق الذي نجحت العملية بجهودهم، ذلك القائد هو طبيب وعالم مسلم هاجر إلى أميركا ودرس ونجح، وهو الآن بروفيسور في الطب والجراحة ويحمل الجنسية الأميركية، واسمه محمد محي الدين.أسرد ذلك لكي يعلم البعض أن العلم لا جنسية له، وأن الدين الإسلامي ليس حاجزاً أمام فتوحات علمية تنفع الإنسان.هذه الفتوحات العلمية بها الكثير من التعقيدات العلمية والأخلاقية، وهو ما لم يمنعه الدين الإسلامي، بل شجع الطموحات العلمية وخدمة الإنسان والإنسانية بجميع أنواعها.
أخر كلام
الله بالنور : الإسلام والطموحات العلمية
25-01-2022