«ساكسو بنك»: العالم يتجه نحو أزمة طاقة حادة
أصدر «ساكسو بنك»، المنصة المختصة في مجالات التداول والاستثمار الإلكتروني، أمس، توقّعاته الفصلية حول أداء الأسواق العالمية خلال الربع الأول من عام 2022، بما في ذلك الأفكار التجاريّة التي تغطي الأسهم والفوركس والعملات والسلع والسندات، فضلاً عن مجموعة من العوامل الكليّة التي تؤثر على المستثمرين والأسواق.وتعليقاً على هذا الموضوع، تحدث ستين جاكوبسن، كبير الاقتصاديين والرئيس التنفيذي لشؤون الاستثمار لدى ساكسو بنك، عن التوقعات الفصلية للربع الأول من العام قائلاً: «أدركنا، منذ أواخر عام 2020، أنّ الاقتصاد الحقيقي الصغير عاجز عن تلبية طموحات الأجندات الاقتصادية والمالية للحكومات والمصارف المركزية وجهود التحول الأخضر».وأضاف: «تمثل أزمة الطاقة، التي نشهدها حالياً، العقبة الأساسية أمام تنمية الاقتصاد الحقيقي، والتي يُتوقع أن تستمر نتيجةً لعقود من ضعف الاستثمار في قطاع الفضاء، والنقص المستمر في تمويل قطاع الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري، والذي ما زال مسؤولاً عن تزويد الاقتصاد بمعظم احتياجاته من الطاقة».
وتابع جاكوبسن: «تُعتبر أزمة الطاقة أزمةً مركزية في الرؤية السائدة بتحول العالم إلى قرية صغيرة. فقد شهدنا في عام 2021 ارتفاعاً في أسعار الطاقة والكهرباء لم يكن له مثيلٌ منذ سبعينيات القرن الماضي، إذ بلغت أسعار الكهرباء في أوروبا عشرة أضعاف المتوسط طويل الأجل، وذلك بسبب اضطرابات سلاسل الإمداد من الخارج، ونقص إنتاج الحمل الأساسي من الكهرباء من جراء إغلاق ألمانيا لمعامل إنتاج الطاقة النووية من جهة، وقصور مصادر الطاقة البديلة عن إنتاج حمل أساسي بديل من الكهرباء من جهة أخرى».
«الطاقة النظيفة» تعمق الأزمة
وتابع جاكوبسن: «باختصار، اتخذنا من عملية التحول إلى الطاقة النظيفة أولوية سياسية، وأغفلنا دورها الجسيم في تعميق أزمة الطاقة. وكلما واصلنا العمل بدون خطة واضحة ومنظمة لتمهيد طريق سلس للانتقال إلى الطاقة النظيفة في المستقبل، أغرقنا اقتصاداتنا في فوضى وعقبات جمة نتيجةً لعدم إنتاج حمل أساسي مناسب وكافٍ لتلبية احتياجات الطلب الكبير على الطاقة الذي يتجاوز قدرة التوليد الاستيعابية».وزاد: «بالمقابل، اقتصرت الاستجابة السياسية حتى الآن على تعزيز الالتزام بمصادر الطاقة النظيفة، وتجاهل التحسينات الضرورية في شبكات توليد الطاقة وخطوط نقلها، إلى جانب ترشيد استخدام الطاقة التقليدية. وتمثل المشكلة الأسوأ لدى صناع السياسات في عدم استعدادهم للاعتراف بعجز الطاقة البديلة عن تلبية احتياجاتنا المستقبلية في ضوء مستويات المعيشة الحالية. لذا تبرز حاجة العالم اليوم إلى إطلاق مشروع على غرار مشروع مانهاتن لكن ليس لإنتاج قنبلة أكبر وأقوى، بل بهدف اكتشاف وتطوير مصادر جديدة للطاقة عالية الكثافة ومنخفضة الانبعاثات الكربونية، تعتمد في غالبها على عمليات الانشطار والاندماج النووي».وأشار إلى أن الثورة الكبرى في عام 2022 تتمثل في عقد العزم على بناء مستقبل الطاقة بالاعتماد على الواقعية، لا مجرد الطموح والخيال.