بالعربي المشرمح: معارضة بطعم الموالاة!!
أصبح مجازاً إطلاق صفة المعارضة على من يهاجم الحكومة تصريحاً منذ بداية الحراك بعد صدور مرسوم الصوت الواحد، ولأن معظم الشارع معارض لنهج وسياسة الحكومة فلا يمكن للمرشح الساعي إلى مقعد مجلس الأمة إلا أن يكون برنامجه مهاجمة الحكومة قولاً، ولسان حاله يقول "بس وصلوني للكرسي ويحلها الحلال"، لذلك معظم الشخصيات التي نطلق عليها مجازاً صفة المعارضة هي شخصيات صوتية أو لنقل حكواتية، يعني بالعربي المشرمح بياع حكي، بل المصيبة أن ما فعلوه ويفعلونه أفقد ثقة المواطن وكل من ينشد الإصلاح بكل مؤسساته الدستورية.ولأننا ما زلنا نعيش زمن العبث السياسي الذي بلغ ذروته فإن إطلاق صفة معارض على "بياع الحكي" لا غرابة فيه، فذلك يعني أننا ما زلنا غارقين في مرحلة العبث السياسي، ولا ثم قشة تنقذنا من هذا المستنقع المدمر لكل معاني دولة المؤسسات، فالمجتمع بات يعد من يهاجم الحكومة معارضاً دون أن يطالب هذا المعارض برؤيته للإصلاح الذي يدعيه، ودون أن يقدم لهم برنامجاً محدداً وواضحاً لحلول مشاكله العالقة.فالمعارضة الحقيقية في علم السياسة والنظام الدستوري هي من تملك رؤية إصلاحية وفقاً لبرنامج وطني إصلاحي واضح وشفاف مخالف لرؤية ونهج السلطة، ومن خلاله يستطيع إقناع الشارع ليؤيده ويدعمه حتى ينجح في تحقيقه، وهذا ما لا نراه ولا نسمعه من معارضتنا وحتى من حكومتنا، فلا المعارضة لدينا يمكن وصفها بالمعارضة، ولا الحكومة يمكن وصفها بالحكومة، والطرفان يسعيان بكل الطرق للهجوم على بعضهما من خلال الحكي والتصريح، والشعب الكويتي ليس راضيا عن الحكومة ولا عن المعارضة.
يعني بالعربي المشرمح: وصلنا بسبب نهج الحكومة وخداع من يطلق عليهم صفة المعارضة إلى قمة هرم العبث السياسي الذي أوصلنا إلى حالة من اليأس والإحباط، فاختفى الدستور واختفت مؤسساته، واضمحلت مؤسسات المجتمع المدني، وانتهى دورها، وأصبحت الأوراق مبعثرة، والآمال منعدمة، وتسيد العبث السياسي المشهد العام، حتى أصبح الجميع "بياعة حكي"، يقولون الصحيح، ويفعلون الخطأ، ويخدعون المجتمع، ولا يخجلون من هذه الثقافة المسيئة لسمعة الكويت، الأمر الذي يجعلنا كمواطنين نفقد الثقة بكل مؤسساتنا الدستورية بسبب ممارسات نوابنا وحكومتنا، وباتت معارضتنا معارضة بطعم الموالاة التي تخدم الحكومة لتمرير ما تريد أكثر من الموالين لها.