صورة لها تاريخ : سليمان الزايد تعرض لهجوم كلاب في غابة بإيطاليا عام 1966
انتقل الرحالة الكويتيون الأربعة من أثينا إلى إيطاليا بباخرة سياحية جميلة، ومروا خلال الرحلة بجزر رائعة الجمال، واستمتعوا بالبرنامج الترفيهي على ظهر السفينة. يقول سليمان الزايد: "كانت الرحلة من اليونان إلى إيطاليا من أجمل الرحلات البحرية من حيث جمال الجزر الخلابة، إضافة إلى الأغاني والرقص". وبعدها وصلوا إلى مدينة برينديزي الإيطالية. وبعد قضاء ليلة في بيت شباب بتلك المدينة واصلوا رحلتهم إلى العاصمة روما على متن قطار، والتقوا في القطار فرقة كشافة سعوديين، ورجلاً ليبياً اسمه عبدالسلام مفراكش، وغيرهم. استقر الرحالة في غابة مخصصة للرحالة خارج المدينة، وزاروا الآثار والمتاحف في روما، وتاهوا عند عودتهم إلى مخيمهم، ولكن الله كتب لهم اللقاء مجدداً. كما تعرض سليمان الزايد لهجوم من الكلاب الشرسة وهو يمشي في الغابة وحده، لكنه قاومها وصدها باستخدام الخنجر والسكين اللذين يحملهما دائماً معه. وبعد عدة أيام انتقل الرحالة إلى مدينة فلورنسا بالقطار ونصبوا خيامهم على ضفة أحد الأنهار بالقرب من شلالات "تعطينا صوت هدير منتظم يبعث إلينا شعوراً بالراحة والطمأنينة. تشعر كأنك جزء من كل شيء والكل جزء منك. أنا السماء، المياه، الهواء، الجبال والنباتات،" كما يقول قائد فرقة نسور الخليج سليمان.
أما عن وصفه لمدينة فلورنسا، فقد وثق مشاعره بالقول: "كانت جميلة ومليئة بالأنهار والورود والشلالات، كان كل شيء يبدو طبيعياً... الأجواء الهادئة والميادين الكبيرة التي تبدو فارغة على الرغم من امتلائها بالناس، كانت هناك الكنائس الكبيرة والملاعب والأندية الرياضية. رأينا كاتدرائية فلورنسا الأشهر والأضخم، ورأينا كنيسة سانتا ماريا نوفيلا، وكنيسة سان لورانس... شاهدنا جسر بونتي فيكو وأربع عشرة كنيسة ضخمة... كلها تحف معمارية عريقة، والشلالات كأنها مرسومة في لوحة تعبيرية جميلة تقف أمامها ولا تستطيع أن تبعد نظرك عنها. تسبح الله، وتبتسم". في مساء ذلك اليوم، جلس سليمان مع نفسه أمام النهر وكتب مشاعره في تلك اللحظات: "كنت أشعر بشيء من العظمة والنشوة، كنت أشعر وكأنني طائر أو فارس يبحث عن شيء في أراضي الله الواسعة، صدقوني، هذا شعور لن تدركوه إلا إذا قررتم خوض رحلة حول الكوكب فجأة بدون تجهيز خيمتكم أو أمتعتكم... فقط أرض الله".غادر الرحالة الأربعة مدينة فلورنسا بعد عدة أيام، وارتحلوا بالقطار إلى مدينة بيزا حيث شاهدوا هناك برج بيزا الرائع وكاتدرائية بيزا التي تتميز بلون رخامها الأبيض وتُسمع أجراسها في كل أنحاء المدينة الجميلة التي يمر خلالها نهر أرنو العظيم والذي تصطف على جانبيه المنازل والبيوت بشكل خلاب، وتحيط بها المقابر والكنائس التي تضفي على الشكل العام جمالاً فوق جماله. يقول سليمان إن مدينة بيزا تشتهر بمطاعم البيتزا والمعكرونة، مضيفاً: "بينما نحن نتجول، شممنا رائحة معكرونة السباغيتي باللحم فلم نستطع مقاومة تلك الرائحة الزكية، ودخلنا أحد المطاعم وطلبنا أربعة أطباق وكانت شهية جداً". لكن الرحالة وبعدما فرغوا من الأكل فوجئوا بأن ما أكلوه كان لحم خنزير وليس لحماً بقرياً.