أول العمود

يوجد في الكويت 647 حديقة عامة لا تستطيع هيئة الزراعة الاستفادة منها مادياً باستثمارها مع المشاريع الصغيرة، ولا يُعرف التأثير الاجتماعي لوجودها من خلال استقصاءات رأي علمية.

Ad

***

من بين أهم أهداف مادة التاريخ الوطني في مراحل التعليم العام تقوية علاقة الإنسان بوطنه من خلال عرض الأحداث الفاصلة بشخوصها وظروفها المختلفة، والكشف عن الحضارات المستوطنة في بقعة جغرافية ما.

نقول ذلك تأسيساً على الجهد والتراث التوثيقي الذي راكمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال إدارته للنشاط التنقيبي على الآثار في مناطق وجزر الكويت المختلفة، فلدى إدارة الآثار والمتاحف عشرات الكتب التوثيقية التي أنتجتها العديد من فرق التنقيب الأجنبية والفريق الكويتي التابع للمجلس والتي بدأ نشاطها منذ 1958 ، أي قبل الاستقلال، إضافة لآلاف القطع الأثرية المعروضة والمُخزنة التي تُوثق ارتباط الرقعة الجغرافية لدولة الكويت اليوم بالعديد من أحداث الحركة البشرية للعصور القديمة.

هذا المخزون المعرفي المتحصل اليوم بعد 64 عاماً من البحث التنقيبي يؤكد عالمية الموقع الجغرافي لدولة الكويت وكونها مسرحاً لحياة العديد من الأمم والحضارات المختلفة، فهو ممر استراتيجي يربط الجزيرة العربية بحضارتي الهند وما بين النهرين، وهذا ما يجب أن يتم إدخاله في مواد التاريخ الوطنية حتى يتم ترسيخ الروح الوطنية ضمن سياق إنساني متفاعل مع الحركة البشرية للحضارات الأخرى، ويسعى إلى التربية على قيم التفاعل مع الآخر بشكل إيجابي ويعمل على تحييد الروح المنكفئة والعنصرية الضيقة.

دراسات الفرق التنقيبية اليوم تتحدث- عبر دلائل ومعثورات أثرية- عن وجود بشري يرجع لآلاف السنين قبل الميلاد (عصر حجري وبرونزي وتاريخ إسلامي) وهذا ما يجب أن يكون في تكوين الهوية الوطنية للنشء.

جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مجال التنقيب وكشف الفترات التاريخية السحيقة التي كانت جغرافية الكويت مسرحاً لها ما هي إلا استكمال للجهد الكبير الذي قدمته (لجنة كتابة التاريخ) باقتراح من سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد- يرحمه الله- إلى المجلس الأعلى في 15 ديسمبر1959، ووافق عليه وأصدر قراراً بتكليف سموه برئاسة اللجنة وصدر بعدها كتاب (تاريخ الكويت) للمؤرخ والباحث الفلسطيني د.أحمد مصطفى أبو حاكمة.

نتمنى تضمين الجوانب الإنسانية للتاريخ البشري الذي استوطن جغرافية الكويت في مناهج التاريخ في مدارسنا لخلق قيم الانفتاح.

● مظفر عبدالله