انسوا كلمة "إصلاح مالي أو اقتصادي"، وضعوا مكانها أي كلمة فارغة تضج بها تصريحات كبار الرسميين أو صوراً لسعادة أشخاص الحكومة السعداء وهم في كامل أبهتهم الرسمية، كي يفرح ويغتم الشعب بها. ماذا يهمنا إن قالت وكالة "فيتش" للتصنيف المالي إنها أنزلت تصنيف الكويت درجة، وسيتم قطعاً تنزيلها أكثر طالما ظلت حكومة البخاصة في مكانها تراوح؟ لماذا يعنينا هذا الكلام مادام شيوخنا وحلفاؤهم أصحاب الرأي السديد لا يهمهم هذا الكلام؟إصلاح مالي واقتصادي واجتماعي يحتاج إلى عزيمة وإرادة صلبة وتضحيات، لا إلى فتاوى وضع الحجاب، ويجوز ولا يجوز شرعاً من خزنة القرون الوسطى لفقهاء إدارة الإفتاء في وزارة الأوقاف. دولة بدستور وضعي أصبحت غراباً نسي مشيته، فلم تعد تعرف أصول الاقتصاد والسياسة وحكم المنطق العقلاني في إدارة دولة، تم تدمير مؤسساتها التي شرعها الدستور بمنهجية من منتصف ستينيات القرن الماضي، وكرست وشرعت الفساد الإداري والسياسي بكل صوره، وليس لها من هم ولا قضية غير نيل البركات الروحية من مشايخ الإفتاء التابعين لها والتابعة لهم في الوقت ذاته، حتى يرضى عنها جمهور عاداتنا وتقاليدنا، فلا سؤال ولا جواب ولا استجواب ولا طرح ثقة.
لا حاجة لأن تنشر الجرائد اليومية تقارير وكالات التصنيف المالي والتحليلات المالية لجاسم السعدون والجمعية الاقتصادية والمحللين الماليين، فلا أحد يقرأ لهم في هذه الحكومة المفروضة على الناس، والتي تسير بعكس حركة التقدم والتحديث في دنيا البقاء فيها للأصلح.وكالة فيتش أو غيرها لا تعني تحليلاتها شيئاً، مادام أصحاب البخاصة يصرون على بخاصتهم، لماذا اللجوء لهذه المؤسسات المالية الغربية، وعندكم دوائر الإفتاء وأهل التقوى توفر وتسهل لكم أموركم؟ بلد سائر على بركة اللحظة الحاضرة، ولا يستطيع أن يمد رؤيته لغد معتم ويعمل حسابه.ارتاحوا... لا تفكروا... ناموا... أموركم بخير... "بشوتكم" زاهية... صور ضحكاتكم وانتصاراتكم "الدون كيخوتية" على نواب الغمة رائعة، ارفعوا كلمة "إصلاح" من قواميسكم واحشروا مكانها أي كلمة فارغة، وهذا لا ينقصكم.
أخر كلام
انسوا هذه الكلمة
30-01-2022