سجلت أسعار النفط نهاية الأسبوع الماضي أعلى مستوياتها في أكثر من سبع سنوات على وقع تداعيات الأوضاع الجيوسياسية العالمية لاسيما في منطقتي شرق أوروبا والشرق الأوسط وأدت إلى إثارة المخاوف بشأن نقص الإمدادات.

وأيضاً تخطى سعر برميل النفط الكويتي حاجز الـ 90 دولاراً في أعلى مستوى له منذ شهر أكتوبر عام 2014 إذ ارتفع 1.41 دولار ليبلغ 91.23 دولار في تداولات يوم الخميس الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

Ad

وارتفعت كذلك العقود الآجلة لخام برنت القياسي 69 سنتاً لتبلغ عند التسوية 90.03 دولار للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 21 سنتاً وسجلت عند التسوية 86.82 دولار للبرميل.

توازن العرض والطلب

وعزا المحلل النفطي د. خالد بودي في تصريح له اليوم الأحد ارتفاع أسعار النفط لهذا المستوى إلى عدة أسباب أبرزها التزام تحالف «أوبك بلس» - يضم منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» والدول المنتجة من خارجها بعدم ضخ كميات تزيد على حاجة السوق.

وأشار بودي إلى التزام التحالف في ضخ زيادة شهرية بواقع 400000 برميل يومياً مما وازن بين العرض والطلب وحد من ضغط الفوائض في السوق النفطي على الأسعار.

وقال إن الاقتصاد العالمي بدأ يشهد حالة تعاف مع انحسار جائحة كورونا مما زاد الإقبال على النفط والتوسع في العديد من الأنشطة الاقتصادية وساهم في ارتفاع أسعار النفط.

وأضاف أن المستثمرين عادوا إلى سوق النفط مع بدء انحسار الجائحة وزادت المضاربات مما أوجد طلباً إضافياً أدى إلى حركة تصاعدية في الأسعار.

وذكر عوامل أخرى أوجدت مخاوف بشأن تعثر الإمدادات النفطية مما رفع الإقبال على الشراء ومن أبرزها التوترات الجيوسياسية في منطقتي شرق أوروبا والشرق الأوسط.

وبين بودي أن التوجه الجاد نحو الطاقة المتجددة جعل المستثمرين في مجال استكشاف واستخراج النفط يتحفظون في زيادة استثماراتهم بهذا المجال مما خفض احتمالات إغراق الأسواق النفطية مستقبلاً وهذا وفر دعماً إضافياً للأسعار.

وأفاد بأن الضغوط التي تتعرض لها الدول المستخدمة للفحم مصدراً رئيسياً للطاقة لاسيما المتعلقة بتلوث البيئة عزز موقف النفط الخام والغاز إذ أنهما من أهم البدائل المتاحة للفحم لذا ليس من المستبعد أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل.

وأشار بودي إلى عدم رغبة منتجي النفط في بلوغ أسعار النفط هذا المستوى لأنه يشجع الإنتاج في المناطق ذات التكلفة العالية بالتالي يدخل منتجين جدداً إلى الأسواق مما يضغط على الأسعار بشدة.

وتوقع أن تتعرض «أوبك بلس» لضغوط دولية عند وصول الأسعار لمستويات عالية لضخ المزيد من النفط في الأسواق للضغط على الأسعار لتتراجع إلى ما بين 75 و80 دولاراً للبرميل ورأى أنه «سعر مقبول» لـ «أوبك» كذلك للأسواق العالمية.