رغم تاريخها الكبير مع الاستثمار في أسهم التكنولوجيا، تواجه مؤسسة مجموعة أرك انفستمنت، كاثي وود، عاصفة تغير السياسات النقدية التي قفزت بأسهم شركات التكنولوجيا فترات طويلة، حيث باتت رهاناتها على مرمى نيران أكبر مدير صناديق تحوط في المملكة المتحدة كريسبين أودي.

وضع أودي البالغ من العمر 63 عاماً رهانات "البيع على المكشوف" للأسهم في مجموعة من شركات التكنولوجيا التي تمتلكها وود في صناديق Ark الخاصة بها، ما وضعهم وجهاً لوجه في صراع مباشر، حيث تراهن أودي على تراجع الأسهم، فيما لاتزال وود مؤمنة بالصعود طويل الأجل لشركات التكنولوجيا.

Ad

واكتسبت وود المولودة في لوس أنجلس، والابنة البالغة من العمر 66 عاماً لمهاجرين أيرلنديين، شهرة كبيرة في عالم الاستثمار باعتبارها خبيراً تقنياً، وكانت من أوائل المستثمرين في بتكوين وتسلا.

وأسست وود صندوقها في عام 2014 وصُنفت كواحدة من أقوى 100 امرأة في العالم من قبل فوربس العام الماضي، وفقاً لما ذكرته صحيفة "The Mail"، واطلعت عليه "العربية.نت".

ووسط مخاوف من رفع الفدرالي الأميركي أسعار الفائدة، وسحب مساعداته للاقتصاد، تعرضت أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية لضربة قوية. وتراجعت أسهم تسلا بنسبة 30 في المئة حتى الآن هذا العام إلى 846 دولاراً.

وانخفضت قيمة الاستثمارات التي تديرها وود من 45 مليار دولار في أواخر العام الماضي، إلى أقل من 25 مليار دولار، إذ فقد صندوقها الرائد، Ark Innovation، نحو 27 في المئة، من قيمته حتى الآن هذا العام.

ويؤجج الركود المخاوف من خفوت نجمها، كما قال أودي إن ارتفاع أسعار الفائدة من المرجح أن يعني استمرار الرحلة إلى شراء استثمارات أقل خطورة.

وأضاف أودي: "كان السوق الصاعد طويلا، لكن الناس لا يدركون إلى أي مدى يمكن أن تسقط هذه الأشياء. لقد تراجعت العديد من (أسهم شركات التكنولوجيا) بأكثر من 50 في المئة منذ سبتمبر".

وأضاف: "الأسهم التقنية الأكبر، مثل غوغل، كان حالها أفضل لأنها تصنّف كاحتكارات. لكن الحكومات بدأت الآن في النظر إلى هذه الأشياء.

ارتفعت أسهم التكنولوجيا خلال السنوات القليلة الماضية، لكن هذا جعلها تبدو باهظة الثمن. كما أثار احتمال زيادة أسعار الفائدة مخاوف المستثمرين، إذ تعني المعدلات المرتفعة أن الاستثمارات الأكثر أماناً مثل النقد والسندات تبدو أكثر جاذبية.

وهناك أيضاً مخاوف من أن تعاني بعض شركات التكنولوجيا الأكثر خطورة، والتي استفادت من التمويل الرخيص، مع ارتفاع أسعار الفائدة، وقد تجد الشركات المضاربة صعوبة في الحصول على النقد.

بدورها، قالت وود الأسبوع الماضي إن بيع أسهم التكنولوجيا عزز إيمانها بممتلكاتها.

وشجعت المستثمرين على الاحتفاظ بصرامة بأسهمهم، مع الأخذ في الاعتبار قدرة شركات التكنولوجيا على تغيير واقع الشركات التقليدية كل في صناعته.