قال بطريرك الموارنة في لبنان، بشارة بطرس الراعي، أمس، إن قرار السياسي السنّي البارز سعد الحريري تعليق دوره في الحياة السياسية ومقاطعة الانتخابات البرلمانية في مايو، يجب ألا يستخدم ذريعة للدعوة إلى تأجيل الانتخابات.

وقال الراعي إنه فوجئ بقرار الحريري، الذي تولّى رئاسة الحكومة 3 مرات، وعبّر عن أمله في استمرار مشاركة السنّة بالانتخابات. وأضاف: "نودّ أن تبقى الطائفة السنيّة على حماسها للانتخابات، لكي تأتي الانتخابات معبّرة عن موقف جميع اللبنانيين".

Ad

وقلب قرار الحريري المشهد الانتخابي رأسا على عقب، مما زاد من حالة عدم اليقين التي تواجه بلدا يعاني انهيارا ماليا مدمرا. وأضاف البطريرك: "نظرا لأهمية هذا الاستحقاق النيابي، يجب علينا جميعا أن نواجه محاولات الالتفاف عليه... المجلس النيابي المنتخب هو مَن سينتخب رئيس الجمهورية الجديد".

وفي إشارة إلى قرار الحريري، قال: "من غير المسموح أن يتذرّع البعض بالواقع المستجد ويروّج لإرجاء الانتخابات النيابية"، دون أن يشير إلى أحد بعينه.

وأسفرت انتخابات عام 2018 في لبنان عن حصول جماعة حزب الله الشيعية المسلحة والمدعومة من إيران وحلفائها، ومنهم عون، على أغلبية. ويأمل خصوم حزب الله في تغيير هذا الوضع في مايو.

والراعي منتقد لحزب الله، ويقول إن الجماعة أضرت بلبنان بجرّه إلى صراعات في المنطقة.

و«حزب الله»، الذي صنّفته واشنطن منظمة إرهابية، جزء من تحالف تقوده إيران للتنافس على النفوذ في المنطقة مع دول خليجية عربية متحالفة مع الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أنّ أيّا من الأحزاب الرئيسية في لبنان لم يطالب بتأجيل الانتخابات، يرى مراقبون كثيرون أن ذلك ربما يناسب كثيرا عددا من الأطراف المؤثرة، ولكن ليس خصوم حزب الله، مثل حزب القوات اللبنانية المسيحي. وتريد الدول الغربية إجراء الانتخابات في الوقت المحدد. وسيترك الحريري من بعده طائفة سنيّة ممزقة.

ويوم الجمعة، أشار شقيقه الأكبر بهاء إلى أنه سيدخل الحياة السياسة قائلا: "سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري". ويعتزم بهاء دعم مرشحين، لكنّه لن يرشح نفسه.

من ناحيته، قال نائب الأمين العام لـ "​حزب الله​"، ​نعيم قاسم​، أمس، إن "كل المؤشرات تدلّ على أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها، ولا يوجد أي تطوّر يمنع إجراءها، ومن يحاول أن يثير بين الحين والآخر شكوى أو محاولة لعدم إجراء الانتخابات، نضع حوله علامة استفهام، لأنه يثير أمراً ليس مطروحاً، وإنما المطروح هو إنجاز الانتخابات، وكل المؤشرات تدلّ على إنجازها إن شاء الله تعالى في موعدها".

وأضاف: "سمعنا أحد مسؤولي ​القوات اللبنانية​، يقول إن مشروعنا مواجهة حزب الله، ونحن نقول للقوات اللبنانية، إن مشروعنا مواجهة إسرائيل وأذناب إسرائيل، ولن نقبل أن نواجه أحداً في الداخل ليحدث فتنة كما يريد البعض، نحن وأدنا الفتنة في مجزرة الطيونة التي قامت بها القوات لتجرنا إلى حرب أهلية".

ورأى قاسم "أننا نعلم أن القوات اللبنانية، هم جماعة لهم تاريخ مليء بالإجرام والقتل لأبناء طائفتهم ووطنهم، لقد اغتالوا رئيس ​مجلس وزراء​ لبنان رشيد كرامي، واغتالوا أفراداً وقيادات من شارعهم ليبقوا وحدهم، فهم إلغائيّون لا يصلحون لأن يكونوا ممثلين لحالة شعبية يمكن أن تبني وطناً".

وانتقد المجتمع المدني والناشطين، واصفا إياهم بأنهم "جماعة السفارة الأميركية، وراتب الشخص الواحد منهم ما بين الـ2000 والـ$4000"، ورأى أنهم "سيكونون عبئاً على لبنان، وبالتالي هؤلاء ليسوا الحل، فليسوا هم حل الآن، ولا حتى في المستقبل، ولذلك نقول لأهلنا، صوّتوا في الانتخابات لمنع أتباع السفارة الأميركية من أن يكونوا مؤثرين".